كنا قبل أشهر نعيش تحت وصاية أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن النكر، وكأنهم مُنِحوا من الله قراطيس أصبحوا بموجبها معصومين وموكلين بخلق الله عنه!
ولمّا ازداد الخلل والفوضى، ورأينا ما رأينا من هؤلاء، جاء القرار الحكيم الصائب بالتنظيم الجديد والتقنين، وتسيير الأمور كما يجب، وما زلنا بعد هذا القرار الحصيف نصلي ونعبد الله، بعد أن كان أحد مسؤوليهم يقول: إنهم يحمون أعراض الناس، وشيئا آخر!
فهل ضاعت أعراض المسلمين الآن؟! هل تُرِكت الصلاة؟! وهل انتشرت المسكرات على الأرصفة وساد الفساد؟!
الجواب: لا، وإن كان هناك بعض الحالات القليلة التي تم ضبطها.
إذن، فلماذا كان هناك إيهام بأن حفظ دين الله يرتبط بأشخاص بعضهم لا يحفظ حتى أركان الصلاة؟! هل كان الأمر كهنوتيا؟! أو لم يعلموا أن نبي الأمة عندما لام بعض من آذوه وهو يؤدي رسالته، وهو نبي معصوم، قال له الله: «ليس لك من الأمر شيء».
عندما نسترجع بعض ممارساتهم من تشهير المسلمين، وهتك أستارهم، نستغرب أن هؤلاء لم يقرؤوا حديث الحبيب المصطفى، عندما قال: «لو سترته بثوبك لكان خيرا لك»؟! أم أن ما يخالف هوانا لا نحبه!.
بل إن بعضهم -وليس الكل- يعاني نقصا حادا في العلم الشرعي، وآخرون يعانون حقدا اجتماعيا، إذْ ذكرت دراسة أكاديمية أجراها معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود، لمصلحة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في 28/‏‏ 5/‏‏ 1428، أن 26% من عينة القائمين بالعمل الميداني في هيئة الأمر بالمعروف لا يحملون الشهادة الثانوية، وأن 9% منهم يحملون الشهادة الابتدائية فقط، فيما تمثل نسبة حملة الشهادة الثانوية 29%، وجاء في الدراسة أن 50% من الميدانيين أعمارهم لا تتجاوز الـ35 عاما.
علاج الأمر، تم بفضل قيادتنا الحكيمة في 11 أبريل 2016، فكان علاجا طالما انتظره كثيرون، ولعلنا لا نغفل ضرورة وإخضاع أفراد الهيئة لدورات في حسن الخلق أولا، والتماس الأعذار، وفي العلم الشرعي ثانيا، أمر لا غبار على جدارته، وجعلهم قدوة تحتذي أعظم الطرق للدعوة والأمر بالمعروف، والتركيز الكبير على كلمة «المعروف» يحل المشكلة بمجملها حلا جذريا.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عمود قويم من أهم أعمدة الدين، ولكن -وبشدة- ليس على طريقة دهس البشر، وقذف المسلمين بأشنع العبارات.