الحق يقال إن المنحى الواضح جداً في زيادة عدد القنوات الفضائية الدينية، أو ذات الطابع الديني.

الحق يقال إن المنحى الواضح جداً في زيادة عدد القنوات الفضائية الدينية، أو ذات الطابع الديني، شيء يبهج.
أقول شيئا مبهجا وأنا أقصد شيئا مبهجا، خاصة في مواجهة هذا المدّ غير العادي، من عشرات الفضائيات الفارغة والسطحية، تلك القنوات التي تتناسل وتنجب عشرات القنوات الفارغة الأخرى، تماماً كما تتناسل القطط السيامية.
اللافت بقوة من بين القنوات الدينية تلك، عشرات القنوات تبث تلاوات القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار.
هذا عمل ممتاز وضروري وجميل ومقدّس، لكن لماذا على الشاشة 24 ساعة لا نرى إلا سورا مكتوبة فقط، ومعاني كلمات؟
أعيد السؤال بصيغة ثانية، غير الأولى وأسأل وأقول:
لماذا لا تتقدم قناة قرآنية واحدة ببرامج تطرح فيها القرآن برؤية جديدة، وتناقش ما فيه من دستور حياة ومنهج دين، ومساحة جمالية كبيرة، فيها اللغة والصوت والصور والقصص، والتكنيكات اللغوية الإعجازية في آيات القرآن.
عشرات الأمور التي يمكن من خلالها لتلك القنوات، أن تضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال طرح القرآن كتلاوات، وطرح القرآن ككتاب معجز وكمنهج دنيا، وألا تصبح الشاشة 24 ساعة مجرد قراءة قرآن، لا تدبر فيها للقرآن، ولا فهم له، ولا تحاور حوله.
مع أن السؤال لغير الله مذلة، يبقى السؤال:
قنوات القرآن .. متى تقرأ القرآن؟.