أمضى الشباب أحلى ليالي العيد على الشواطئ والمتنزهات ومرافئ الخليج والبحر الأحمر، وفي رمال نجد الذهبية وغيرها، وهنا تساؤلي متى تصمم البرامج المشتركة وفق رؤية 2030 بين السياحة والترفيه والأمانات؟
انقضى العيد، وكل عام وبلادي بأمن واستقرار، عاشت أفراحه ما بين شواطئ الساحل الشرقي والغربي وعبر سياحة مكة بقضاء أيام تعبدية أمضاها البعض في ربوعها، وما إن أهل العيد حتى تناقل الناس تهانيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي جمعت من يعيش في أقاصي الدنيا مع أهله وإخوانه في أيام العيد ولياليه الجميلة، وهي ميزة قدمتها التقنية الحديثة مع خلاف هل العيد بالتواصل يعتبر كافيا لصلة الرحم، لكنها في النهاية جمعت بيننا بأُلفة ومحبة تكاد تشعر أنك بين محبيك، لكن ما إن انقضى اليوم الأول حتى رأينا رب الأسرة يقوم بالبحث عن متعة الأبناء عبر جولات عيدية ليشاهدوا أفراح العيد التي هيأتها هيئة الترفيه أو السياحة أو أمانات المدن لقضاء أجمل الليالي.
فعلاً قامت هيئة الترفيه، مشكورة، بتصميم برامج ترفيهية عائلية من مسرحيات للكبار والصغار، وإعداد الألعاب في المتنزهات، حتى رأينا برنامجا متكاملا قامت على صناعته هذه الهيئة الوليدة التي عجزت عنها جهات حكومية أخرى كانت لها ميزانيات ونجاحات في فترات ماضية، وهذا ما جعلني أكتب عن التوأمة التي يجب أن تكون بين عدة جهات، كالأمانات وهيئة السياحة والتراث المخطط الرئيسي، وإمارات المناطق التي تراقب مثل هذه الأنشطة وتشرف على تنفيذ بعضها بجهود ذاتية، لكنها استشعرت قيمة العيد ورسالة الفرح، وشاركت مع هيئة الترفيه وهيئة السياحة ليكتمل عقد التوأمة المطلوب في إنجاح سياحة العيد الحقيقية، التي مضت في الأيام الماضية وأفرحت الجمهور عبر المسارح ومدن الملاهي شارك فيها فنانون أبدعوا في عروضهم، وأمضى الشباب أحلى ليالي العيد على الشواطئ والمتنزهات ومرافئ الخليج وشاطئ نصف القمر وساحل أبحر، وفي رمال نجد الذهبية وغيرها، وهنا تساؤلي متى تصمم البرامج المشتركة وفق رؤية 2030 بين السياحة والترفيه والأمانات؟ وهو جهد يبذل سنويا وترسم له الخطط مقتصرة على مسرحيات وعروض شعبية، ثم جاءت فكرة الحوامات التي أفرحت الأطفال وأعادتنا إلى زمن الآباء تجوب الحارة ويرددون أهازيج العيد، ليسألوا عن العيدية، وتدخل الفرح على هؤلاء الأطفال، فكرة بسيطة لكنها تحيي عاداتنا وتقاليدنا التي اندثرت منذ زمن، يأتي هنا دور التخطيط والعمل وفق برامج مشتركة لصناعة ترفيه وسياحة، لتطور بشكل يجذب السياح ويفرح بها الأهالي مع المتعة وقضاء ليال الأفراح في ربوع قارة حباها الله بالتنوع التضاريسي، ما يمكن معه تنوع فنون السياحة وفق كل منطقة، فما يناسب عسير لا يناسب الشرقية، وما يناسب منطقة الرياض قد يختلف عما يناسب أهالي فرسان، وهكذا وستكون هذه الصناعة بالتأكيد ضمن مدخولات الاقتصاد الوطني ، عندما أعلن عن رؤية المملكة 2030 التي يبدأ تنفيذها عام 2018، وهذا ما سينقل المملكة إلى عالم السياحة وتوطينها داخل المملكة، وستظل مليارات الريالات تصرف في الوطن بدلا من خروج الأموال، إذا نجحنا بالتصميم والتخطيط والتنوع السياحي وقامت الشراكة بين جهات التخطيط والجهات المنفذة ورجال الأعمال، في منظومة يكتمل فيها نجاح صناعة الترفيه والسياحة في بلادنا المترامية الأطراف، وهذا سيتم إن حدثت توأمة حقيقية، ودمت وطني بخير.