كل ما ينفقه نظام قطر من أموال تبين خطرها، وإن كانت باسم الجمعيات الخيرية، والهيئات الدعوية ونحوها، ستكون عليهم حسرة ثم يغلبون، لأن حقيقتها الضرار، والكيد، والفتن

سنة الله ثابتة لا تتغير، ولن تجد لسنة الله تبديلا، هذه حقيقة يعرفها كل من نور الله بصيرته، ونظر في سنة الله
في خلقه، قال الله تعالى: (فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلًا ولن تجد لسنت الله تحويلًا)، فمن حفظ الله حفظه الله، فالله خير حافظا وهو أرحم الرحمين، وفي الحديث (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)، ومن حسنت نيته، وعمل الخير والمعروف، فإن الله لا يخزيه أبدا، مهما تكالب عليه أهل الشر، ومهما قلبوا له الأمور، وابتغوا الفتن، فهم مخذولون، كما قال تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، وقال تعالى: (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)، وقال تعالى: (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى? جاء الحق
وظهر أمر الله وهم كارهون)، هذه سنة الله التي لا تتغير.
ولهذا أقسمت خديجة -رضي الله عنها- أن الله لا يخزي زوجها نبينا محمدا، صلى الله عليه وسلم، أبدا، مع أنها
إذ ذاك لا تعرف أنه نبي، لكنها تعرف أن ذلك عاقبة كل من عمل خيرا بصدق، فلا يقال إن ذلك خاص بالنبي،
عليه الصلاة والسلام، بل ذلك عام لكل من عمل خيرا، وكف شرا، فإن الله لا يخزيه، هذه سنة الله في خلقه، والنتائج مبنية على المقدمات والمعطيات، وقد قال الأعرابي عندما سئل عن دليل وجود الله؟
البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج،
ألا تدل على اللطيف الخبير، هذا دليل عقلي قطعي واضح ومشاهد، وأما مستند خديجة على قسمها فهو ما تعلمه عنه من خير خلال السنوات التي عاشتها معه قبل أن يكون نبيا، ومن كان فاعلا للخير، مجتنبا للشر فإن الله
لا يخزيه كائنا من كان، وقد أشارت إلى ذلك بقولها: (أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)، فهي رضي الله عنها ترى أن من توفرت فيه هذه الخصال الطيبة فإن الله لا يخزيه، وبحمد الله فإن الناس اليوم يرونها متوفرة في قادة بلادنا، ويرونهم يخدمون الحرمين الشريفين وزوارهما، خدمة ما عرف التاريخ لها مثيلا، ويأمرون بطبع المصحف الشريف الذي هو كلام رب العالمين، وينشرونه في أنحاء العالم، ويترجمون معانيه لجميع لغات الناس، وغير ذلك من أعمال خيرية يصعب حصرها، ومع فعلهم الخير لا يعتدون على أحد بغير حق، من رأى ذلك فإنه يجزم أن الله لا يخزي هذه الدولة السعودية ما دامت على هذا الخير، وإنما يخزي من أراد بها سوءا، ويفضحه على رؤوس الأشهاد، وهذا ما رأيناه بحمد الله عيانا بيانا، فالملك عبدالله الذي أمضى عمره كله في خدمة الإسلام والمسلمين، بل وكل محتاج وملهوف وإن لم يكن مسلما، كما في أمره لفصل السياميين من الأطفال مهما كانت ديانتهم، هذا الملك الطاهر النقي، ابن هذه الشجرة المباركة (آل سعود)، انشغل بفعل الخير، بينما انشغل أمير قطر وسفيهه في لندن والقذافي في التخطيط للشر، واغتيال هذا الملك الصالح الذي يفعل الخير، فما هي النتيجة؟ النتيجة:(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، قتل القذافي شر قتلة، وفضح أمير قطر وأدواته على رؤوس الأشهاد، وحفظ الله الملك من مكرهم، وعاش حميدا، ومات سعيدا.
‎والملك سلمان -حفظه الله- أحسن لنظام قطر، واستقبلهم وعفا عنهم، رجاء أن يتوبوا إلى ربهم، لكنهم استمروا
في ضلالهم يعمهون، حسدا من عند أنفسهم، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة ما ترون وتسمعون أخرج الله أضغانهم، ورأى الناس تآمرهم مع (النجف) و(قم) و(حزب اللات) على أهل السنة، فسقطوا من أعين كل عاقل شريف من شعب قطر ومن شعوب العالم.
ويصعب أن أتصور مشاعر القطري وهو يرى ويسمع تآمر نظام بلده مع مكفري الصحابة -رضي الله عنهم- ضد أهل السنة؟!
لقد تبين للناس أن ما يتظاهر به نظام قطر من خير، إنما هو طعم لمزيد من الإفساد، ومن ذلك مسجد الضرار
الذي بنوه وأسموه (جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب) وزعموا أنهم على منهجه السلفي، هل هذا يتسق مع ما سمعه الناس من مهاتفاتهم التآمرية مع أدوات قم والنجف وحزب اللات؟!
والجواب: أن هذا لا يتسق أبدا، ولا يبعد أنهم بنوا هذا المسجد، ضرارا، وتفريقا بين المؤمنين، وإرصادا لمن
حارب دولة التوحيد المملكة العربية السعودية، وناكفها، وفي التاريخ نماذج لمساجد بناها، وأعلنها، من يتآمر
على المسلمين، ومنها مسجد الضرار الذي بني في زمن النبي، عليه الصلاة والسلام، ونزل فيه قوله تعالى: (والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن
إن أردنا إلا الحسنى? والله يشهد إنهم لكاذبون)، وكل ما ينفقه نظام قطر من أموال تبين خطرها وإن كانت باسم الجمعيات الخيرية، والهيئات الدعوية ونحوها، ستكون عليهم حسرة ثم يغلبون، لأن حقيقتها الضرار، والكيد، والفتن، وأعوذ بالله أن أقول ذلك: رجما بالغيب، أو تألياً على الله، ولكن هذا هو الواقع المشاهد أمامنا، (وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين).
فهم مفسدون، والله لا يصلح عمل المفسدين، ونسأل الله أن يردهم إلى الحق، وأما بلادنا السعودية التي تفعل الخير، وتدافع عن نفسها فإذا ظلمت فإنها منصورة، لأن من اتقى الله وأحسن وصبر فإن الله معه، قال تعالى: (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).