جدة: ياسر باعامر

في السابق، كان من النادر جدا أن تجد أحد الشباب السعوديين مصطفاًلأخذ دوره عند أحد المحلات المتخصصة في بيع العقال، في ظل هيمنة موضة الكاجوال، بين هذه الشريحة السنية، لكن رغم التجاذبات بين الثقافات العربية والغربية، أصبح عيد الفطر أحد عوامل عودة الشباب السعودي للارتباط بالعقال، باعتباره يمثل وجاهة على المستويين الاجتماعي والشخصي.


ظاهرة الارتباط

يقول السوري زاهر أبو المجد «أحد صناع العقال» لـ «الوطن»، إن «ارتباط الشباب بالعقال واضح، والبعض يفضل الجاهز، بينما يفضل البعض الآخر تفصيله لدى المحلات المتخصصة، ويتكلف ذلك عادة بين 100 ـ 150 ريالا، ويتركز إقبال هذه الفئة على العقال المبروم النحيف»، مشيرا إلى أن الشباب باتوا يقبلون على العقال أكثر مما مضى.
وأضاف، أن «السوق المحلي مليء بكثير من أنواع العقالات الجاهزة، وبأسعار لا تتجاوز في الغالب الـ50 ريالا، ورغم ذلك يفضل كثير من الشباب تفصيله، لاعتبارات كثيرة، مثل الحصول على القياس المناسب، وتفضيل الطرق التقليدية اليدوية في الصناعة التي تتميز بالمهارة والإتقان».


المرعز

أوضح أبو المجد أن «العقال المرعز هو المفضل لدى الشباب، والأكثر طلبا منهم، وهو يصنع من شعر الماعز، من ناحية أخرى تراجعت كثير من الأنواع التي كانت سائدة خلال العقد الأخير، مثل العقال الفيصلي، الذي يقصب بخيوط ذهبية أو فضية».
وأبان أن «المحلات المتخصصة في تفصيل العقال تتنافس في المناسبات، خاصة الأعياد، وتتبارى في تقليل مدة الإنجاز التي تراوح بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، فيما حاول البعض التميز بخدمة توصيل الطلبات إلى جميع مناطق المملكة».


تفصيل العقال
لفت أبو المجد إلى أنه «رغم وجود كثير من المنتجات الجاهزة في السوق، إلا أن محلات تفصيل العقال تمتلئ بالزبائن، بل هناك إقبال على فتح محال متخصصة في ذلك، وهو ما يطرح كثيرا من التساؤلات عن سبب تشيث صناعة العقال بالطرق اليدوية التقليدية».
وذكر أن «العقال يصنع عادة من خيوط منسوجة من صوف الماعز، وهو المشهور عند العرب في الأزمنة السابقة، فيما تطورت صناعته بحيث دخل في تصنيعه الخيوط المنسوجة من القطن والحرير، ولعل ما استجد في صناعته تطوير أسلوب النسيج، وابتكار نقشات وبرم ترتبط في بعض الأحيان بالمستويات الاجتماعية للزبائن».