تاسعا: بعد سحب السفراء من قطر في مارس 2014 بسبب عدم التزام قطر بما تعهدت به من إيقاف دعم الإرهاب وتنظيماته، خاصة داخل بعض دول المجلس، ومصر، ثم عودة السفراء في نوفمبر 2014 بعد تنفيذ قطر بعض تعهداتها في مجلس التعاون، بعد كل هذا ظن «تنظيم الحمدين» أن زمن التعهدات ونقضها سيستمر كما كان، فاستعاد لياقته الإجرامية التآمرية بحيث يعطي من طرف اللسان حلاوة «تميم وحكومته والتصريحات الناعمة وإبداء روح التعاون!»، ويروغ كما يروغ الثعلب «تنظيم الحمدين الحاكم الفعلي!». فراح التنظيم يشتغل جاسوسا في تحالف «عاصفتي الحزم والأمل» لصالح تنظيم الولي الفقيه في طهران، الداعم لمنظمة الحوثيين في اليمن،
إذ كان التنظيم الحوثي يخبر طهران بما يريد أن يفعله «تنظيم الحمدين» داخل التحالف، والعكس أيضا، وظهرت تسجيلات لتواصل رموز الإرهاب في قطر مباشرة مع رموز من التنظيم الحوثي!. وكذلك استمر «تنظيم الحمدين» في دعم تنظيم الإرهاب في البحرين تحت مظلة الحقوق المسلوبة، والمكالمات التي انكشفت مؤخرا لا أظن أنْ يحتاج أحد بعدها إلى دليل قاطع!، وأيضا استمرار دعم السروريين والإخوان وأتباع الولي الفقيه، وتكريس الانقسام الطائفي في المملكة والإمارات والكويت والبحرين!
كما استمر في التآمر على المملكة وشقيقاتها في المنطقة مع تنظيم الولي الفقيه، من خلال قاسم سليماني الذي يزور قطر بانتظام، ومع تنظيمي السروريين والإخوان في السعودية ومصر!
ومع علم «تنظيم الحمدين» بأن تجسسه ودعمه مكشوفان، إلا أنه لم يتوقع أن المملكة بالذات، وأشقاءها «الإمارات، البحرين، مصر»، يمكن أن تقوم باتخاذ قرار حازم صارم جريء كالذي أعلن صباح الجمعة 5/ 6/ 2017 متضمنا قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة «تنظيم الحمدين» قطر، ولذا فمنذ بدأ تنفيذ القرار، لجأ التنظيم إلى رفع شعار المظلومية من «الحصار!» الجائر، وهو يعرف أنها مقاطعة لا حصار، ورفع شعارات الاستضعاف، ورغبة الدول التي قاطعت في الإذلال، والتحكم في قرار قطر «الحمدين!» السياسي، ونحو ذلك من جعجعة فارغة كاذبة، ولعل المتابعين يلحظون حجم الإحراج الذي يصيب الذين يدافعون عن قطر وتعنتها، إذ ليست لديهم حجة مقنعة، فيلجؤون إلى حكاية المؤامرة وشق الصف العربي والغطرسة والغرور، ونحو ذلك مما كان وما زال
«تنظيم الحمدين» يمارسه إلى اليوم، وهؤلاء المدافعون هم قلة تعد على أصابع اليد من القطريين «المتدربين!» على الظهور الإعلامي، وكثرة من المرتزقين العرب!، وثلاثة أو أربعة من «قليلي الأدب ضعاف النفوس!» من مذيعي قناة الجزيرة!. أما الإعلام القطري المحلي فلا وجود له ولا أثر، و لا أحد يعرفه أو يدري عنه أو يشعر به أو أحد من العاملين فيه من الأشقاء القطريين، مثلما يعرف الإعلام السعودي ووسائله ورموزه والعاملون فيه، وكذلك الكويتي والبحريني والإماراتي، ولعل الديمقراطية والحريّة المزعومة التي يدّعيها ويكررها تنظيم الحمدين و«واجهته التميمية!»، هي السبب في القبر العميق الذي تتحدث منه وسائل الإعلام المحلي القطري، فلا يسمعها
ولا يراها أحد، حتى الشعب القطري الشقيق لا يشعر بوجودها مطلقا، إلا في ميدان الرياضة، وخلال برنامج وحيد يتيم! كان المحللون الرياضيون السعوديون هم عماده وسبب شهرته!.
وأخيرا، سأعود مرة أخرى إلى السؤال الجوهري، ماذا يريد «تنظيم الحمدين!» منذ قام في 1996، ومن خلال «الواجهة التميمية!» منذ منتصف 2013، ماذا يريد من أفعاله وإهداره الأموال هنا وهناك؟! وما العائد الذي يتوخاه من هذه السلوكيات المشبوهة لدولة قطر وشعبها؟! وهل يظن هذا التنظيم أن إسقاط النظام السعودي بهذه البساطة والسهولة؟! وهل يظن أن دولة قطر نفسها ستبقى لو سقطت السعودية «لا سمح الله»؟! وهل يظن أن الخليفة المزعوم إردوغان، وأفراد الحرس الثوري سيحمون القصر في الدوحة لو استدعى الأمر؟! وهل يظن أن المملكة وغيرها سيستمرون في التسامح وسعة الصدر إلى الأبد، أو إلى أن يسقط السقف على رأس وطنهم وهم قاعدون؟! وهل يتوقع أن التحالف «التركي الإيراني القطري» غير معروف، ولا هدفه معروف؟! ولماذا لا يستجيب «تنظيم الحمدين» ومن خلال «الواجهة التميمية» إلى نداء العقل والواقع، فيكفّ عن دعم الإرهاب وتنظيماته، ويطرد الإرهابيين المطاردين إلى خارج الدوحة؟! ولماذا لا يوقف سفاهات الجزيرة وسفهائها، ألا يوجد طريق للحرية والرأي والرأي الآخر غير التسفه على الأشقاء والكذب عليهم، واختلاق الافتراءات وتضخيم المشكلات، وتكريس الطائفية وخدعة الجماهير؟! ألا يتوافر في قطر ودول الخليج كفاءات إعلامية من الجنسين تستطيع أن تدير القناة وتظهر على شاشتها وتكرس الحرية المسؤولة وليست السفيهة؟! ألا يمكن لـ«تنظيم الحمدين» أن يكفّ عن ادعاءات الصلاح والنسب الفارغة التي يحاول تقليد إردوغان في رفع شعاراتها؟!
الحقيقة، أن كل ذلك سهل التنفيذ، متى حصلت الاستجابة المقتنعة، وليست الخادعة الكاذبة. لكن، أظن أن هناك لغزا في هذا التعنت من التنظيم الحمدي أكبر مما نعرف وما نقرأ وما نتوقع، وهو فيما أعتقد لغز داخل بيت الحكم القطري، كان ورما صغيرا فغذّاه الحمدان حتى أصبح الآن خُرّاجا ضخما!، يصعب علاجه، وحتما سينفجر في أي لحظة يتعرض فيها لملامسة، وحتما أيضا سيتولى أطباء جراحون من داخل البيت نفسه تنظيف الخُرّاج لينقلب إلى وسم ورسم مستقبل مبهج للشعب القطري الشقيق.