فيما أعلن إقليم كردستان العراق في الفترة الأخيرة نيته إجراء استفتاء حول انفصال الإقليم عن البلاد في سبتمبر المقبل، تعالت أصوات الساسة في إيران بمعارضة الخطوة الكردية، حيث صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أول أمس، أن بلاده تعارض انفصال إقليم كردستان عن الدولة العراقية، واصفا الخطوة بأنها ستؤدي إلى المزيد من المشاكل وتفاقم الأوضاع الأمنية داخل البلاد.
ويرى محللون، أن الرفض الإيراني يستند إلى الخوف من تكرار الخطوة الكردية داخل الأراضي الإيرانية، وليس من باب الخشية على الوحدة العراقية، مشيرين إلى أن التوسع الفارسي في العراق يعد أكبر الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع الأمنية، وتقسيم المحافظات على أساس الطائفة والولاءات.
ترقب داخلي
بحسب مراقبين، فإن إثارة موضوع استقلال الأكراد يعتبر أمرا مرفوضا من قبل تركيا وإيران بشكل حاسم، حيث تخشى الدولتان من إقامة كيانات منفصلة تهدد أمنهما القومي، في وقت تعد الأقاليم التي يسيطر عليها الأكراد غنية بالثروات الطبيعية، وبمجرد انفصالها عن الدولة المركزية فسوف تهدد المصالح الاستراتيجية والأمنية لذات الدولة.
ويضطهد النظام الإيراني العرقية الكردية منذ عقود، حيث يعيش داخل إيران نحو 7 ملايين نسمة، ويطالبون بإنشاء إقليم منفصل عن الدولة المركزية، مما دفع بالنظام إلى شن حملات أمنية ضدهم، واعتقال العشرات من النشطاء المطالبين بالحقوق المدنية والاجتماعية المتساوية مع بقية العرقيات.
وبحسب نشطاء فإن خطوة استقلال كردستان العراق يمكن أن تشجع بقية العرقيات الكردية وغير الكردية في إيران على المطالبة بنفس الخطوة، في وقت تعارض طهران أي تحركات للأكراد داخل أراضيها، وترفض الزي الكردي وتعليم اللغة الكردية في المدن والقرى التي يشكل الأكراد الغالبية فيها.
تاريخ الاضطهاد
بالرجوع إلى التاريخ الحديث، كانت أول محاولة انفصالية للعرقية الكردية في إيران على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الأول عام 1946 قبل مضايقة السلطات الإيرانية له، إلا أن حزب العمال الكردستاني التركي المحظور هو أول من أسس لفكرة إقامة دولة كردية مستقلة أو أقاليم منفصلة ذات سيادة.
وشهدت الفترة بعد قيام ثورة الخميني عدة اشتباكات بين السلطات الإيرانية والأكراد، حيث أصدر الخميني فتوى يتهم فيها الأكراد بالكفر، قبل أن تقصف الطائرات الإيرانية عدة مناطق كردية، فيما تحضر السلطات أي نشاط سياسي لهم، وتمنع قيام الأحزاب الكردية مثل حزب الكوملة، والحزب الديمقراطي الكردستاني.
وكان حزب الحياة الحرة الكردستاني، قد قاد عمليات تمرد ضد الدولة الإيرانية ما بين عامي 2004 و2011، وقتل على إثر ذلك المئات من الأكراد والقوات الإيرانية، حيث ترى فيه السلطات الإيرانية أنه يقود حركة انفصالية تهدد الكيان الفارسي، قبل الاعتداء على مقراته عام 2011، وانتهاء إطلاق النار بينه وبين السلطات.
وينتشر أكراد إيران في محافظات متعددة على غرار كردستان وكرمانشاه، وأذربيجان الغربية وإيلام، فيما تشكل العرقية الكردية مانسبته 10% من إجمالي عدد سكان البلاد المقدر بـ75 مليون نسمة.
أكراد إيران
7
ملايين نسمة
ينتشرون في محافظات عدة
يطالبون بانفصال الأقاليم الكردية
منع تداول اللغة الكردية
حظر الأحزاب التابعة لهم
اعتقال واغتيال النشطاء