مع نهاية العام الدراسي قبل أيام قليلة، تلقى منسوبو التعليم من وزارتهم عددا من الصدمات المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على استقرارهم المهني والنفسي، ورضاهم الوظيفي خلال العام الدراسي الجديد.
ولعل أبرز تلك القضايا، تأخر تعيين المعلمات نحو شهرين من بدء العام الدراسي، كذلك عدم الرضا عن مشروعهم الحلم «التأمين الطبي»، إضافة إلى تفاجئهم بقرار وزيرهم بإعفاء قائد مدرسة نتيجة سلوك طلاب خارج المدرسة، ونهاية بصدمة 84 ألف معلم ومعلمة ينتظرون نتائجهم في حركة النقل الخارجي، بتعثر نظام نور عن إعلانها قبل تدارك الوضع وإصلاحه.
زيادة أعباء
مع بدء العام الدراسي في الـ16 من ذي الحجة الماضي، عاشت مدارس البنات -تحديدا- أزمة حقيقة بتأخر إنهاء ترشيحات وتوجيه نحو 5 آلاف معلمة، مما أثر سلبا على استقرار المدارس بشكل عام، وتأثر المعلمات بتحمل المهام وزيادة الأعباء، ووضع قائدات المدارس في حرج أمام أولياء الأمور الذين يتساءلون عن سبب تأخر المدرسة في تدريس طالباتهن، دون إدراك منهم أن ذلك يقف وراءه أسباب خارجة عن إرادة قائدة المدرسة.
وجاء الفرج في 2 صفر الماضي، حينما أعلن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، صدور الموافقة باستكمال إجراءات تعيين 5 آلاف معلمة على الوظائف التعليمية التي سبق الإعلان عنها من وزارة الخدمة المدنية، حسبما أعلن الوزير عبر تغريدة في حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
أسعار منافسة
في وقت يعيش منسوبو التعليم بشكل عام، وشاغلو الوظائف التعليمية بشكل خاص، والذي يصل عددهم إلى نحو 8 آلاف معلم ومعلمة تقريبا، حلم الحصول على تأمين طبي لهم ولأسرهم، ومع إعلان الوزارة خلال حساب متحدثها الرسمي مبارك العصيمي في «تويتر»، قبل إعلان تفاصيل مشروع التأمين الطبي الاختياري، بأنه باكورة مركز خدمات المعلمين، وأنه جاء بخدمات وأسعار منافسة، وسيعلن ذلك وزير التعليم في مؤتمر صحفي، مما زاد شوق المنتظرين وارتفع سقف آمالهم وأحلامهم. إلا أنه ومع إعلان الوزارة تفاصيل المشروع في 26 جمادى الأولى الماضي، جاءت الرسائل التعقيبية المتذمرة عالية وسريعة من المنتظرين، ووصفوا الآلية بالصادمة لهم ولأحلامهم، وأنه مجرد مشروع «تجاري» لا يخدمهم ولا ينهي معاناتهم، متوقعين أن تتكفل وزارتهم برسوم التأمين، أو أن تدفع لهم بدلا ضمن سُلّم رواتبهم، أو تقيم لهم مستشفيات ومراكز صحية متطورة، أسوة بكثير من القطاعات المدنية والعسكرية والشركات الكبرى في المملكة.
قيادات مدرسية
مع تداول مغردين قبل أسبوعين مقطعا مصورا، يظهر قيام طلاب إحدى المدارس في منطقة تبوك التعليمية، برمي «الكتب» على الطرقات خارج أسوار المدرسة، جاء رد وزير التعليم صارما صادما، حينما وجّه أيضا خلال إحدى منصات التواصل الاجتماعي «تويتر»، وعبْر متحدث التعليم مبارك العصيمي، في 16 شعبان الماضي، توجيها بإعفاء «فوري» لقائد تلك المدرسة التي ظهرت في المقطع، وفتح تحقيق في أسباب ضعف الإشراف والمتابعة من المسؤولين والمشرفين في المدرسة.
وجاءت ردود الأفعال على قرار التعليم السريع، غاضبة، مؤكدين اندهاشهم وصدمتهم من تخلي الوزارة عن قائد مدرسة بهذه الطريقة والسهولة، وجعله ضحية لامتصاص الغضب، لا سيما أن الحادثة مسجلة خارج أسوار المدرسة، معتبرين الطالب وتصرفاته خارجها ليست من مسؤولية المدرسة أو منسوبيها، فيما ترددت أنباء عن تضامن عدد من القيادات المدرسية في منطقة تبوك مع زميلهم المعفى، وأكدوا تخليهم عن مهام القيادة المدرسية إذا طُبق القرار بحق زميلهم.
في وقت حددت وزارة التعليم الخميس الماضي 22 شعبان، موعدا لإعلان حركة النقل الخارجية، خلال مؤتمر صحفي ترأسه وزير التعليم أحمد العيسى، يعقبه إتاحة الاستعلام خلال نظام «نور» الإلكتروني، فوجئ المنتظرون وعددهم نحو 84 ألف معلم ومعلمة، بتواضع نسبة المنقولين التي لم تتجاوز 27%، فيما صدموا أيضا بعد دخولهم للاستعلام، بعودة أرقام انتظارهم إلى الخلف بشكل كبير، مما دفع مغردين إلى كشف ذلك أمام وزارتهم، خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فسارعت الوزارة إلى إغلاق الاستعلام بحجة «الصيانة والتحديث»، وطال الانتظار لإصلاح الخلل، فخرج وزير التعليم لاحقا مغردا بتقديم اعتذاره لمنتظري الحركة، وتأكيده صحة بياناتها، وأن الخلل في طريقة الاستعلام، وتأكيده بفتحها الأحد.
تأخر تعيين المعلمات عن العام الدراسي
مشروع التأمين الطبي الاختياري
إعفاء قائد مدرسة في تبوك
خلل استعلام حركة النقل الخارجي