لم يكن مستغربا القرار البرازيلي في إعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ولا موقف إسرائيل نفسها الذي اعتبر القرار تخريبا للعلاقة بين السلطة الفلسطينية، إنما المستغرب استنفار اللوبي الصهيوني في الكونجرس الأميركي، من جمهوريين وديموقراطيين لانتقاد القرار البرازيلي الذي سيكون من نتيجته ضرب السلام والأمن في الشرق الأوسط، من دون أن يدلنا أصحاب هذا الرأي على الطريقة التي يجب سلوكها من أجل تحقيق هذا السلام، سوى المماطلة والتسويف اللذين ينتهجهما الاحتلال بدعم من الإدارة الأميركية، بغض النظر عمن يتبوأ سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.
هل سيكون الموقف البرازيلي، مقدمة لمواقف أخرى من دول العالم الداعمة للحق الفلسطيني، وهل ستترجم هذه المواقف إن صحت، عمليا على أرض الواقع، طالما أن الفيتو الأميركي يهدد ليس الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وإنما بإمكان الولايات المتحدة عدم تمرير أي مشروع من شأنه إعطاء بعض الحق لأصحابه.
تهديد الرئيس أبومازن، بحل السلطة الفلسطينية، سيكون له تداعيات كثيرة على المستوى الفلسطيني الداخلي، وسيكون مرحبا به من قبل حركة حماس، باعتبار أنه أحد مطالبها الأساسية، ولكن قبل حل السلطة والسير في طريق المجهول، على الفلسطينيين، كل الفلسطينيين، من القابعين في رام الله وغزة، وفي دمشق أو بيروت، توحيد كلمتهم، ولو مرة واحدة... حتى على الباطل.