جدة: ياسر باعامر

أكدت عدد من الدوائر السياسية، أن الأزمات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والعالم، خلال السنوات القليلة الماضية، أثبتت نجاح مجلس التعاون لدول الخليج العربي، كقوة إقليمية متماسكة، تملك جانبا من الرؤية الجيوسياسية الموحدة، في التعامل مع ملفات المنطقة الملتهبة «سورية والعراق واليمن»، فضلا عن التدخلات الإيرانية في المنطقة، مشيرة إلى أن قوة مجلس التعاون الخليجي حضرت بوضوح خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث كانت العلاقات الخليجية الأميركية تمر بفترة من البرود، ورغم ذلك نجح المجلس في الحفاظ على مصالح شعوبه ودوره الإقليمي.


توقيت دقيق
ذكر مراقبون أن القمة الخليجية الأميركية في الرياض، تثبت قوة التكتل الخليجي أمام التكتلات الدولية، وقناعة كاملة لدى إدارة الرئيس ترمب، بالفاعلية التي تتحرك بها دول المنطقة، للحفاظ على استقرارها، في ظل الأجواء الملتهبة التي تحاصرها. وقال الكاتب الصحفي القطري، جابر الحرمي، في تصريحات إلى «الوطن»، إن القمة الأميركية تعقد في توقيت دقيق تمر به المنطقة من تحديات ومخاطر متزايدة، أبرزها الإرهاب والتدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، مبينا أن الرؤية الاستراتيجية الإقليمية لدول الخليج أسهمت في دفع الرئيس ترمب إلى التصدي للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران والأحزاب والميليشيات المدعومة منها، وتنظيم داعش الإرهابي، الذي يشكل أيضا أحد المخاطر الإقليمية والدولية في أكثر من بقعة في العالم.


عاصمة القرار الإقليمي
لفت الكاتب القطري جابر الحرمي، إلى أن وجود هذا الحشد من القادة الخليجيين والعرب والعالم الإسلامي، الذين سيشاركون في القمم الثلاث، يؤكد أن الرياض هي عاصمة القرار الإقليمي، وتحظى بإجماع كافة دول المنطقة. وأضاف «تكريس التضامن الخليجي، في القمة المرتقبة، ستكون القضية الفلسطينية حاضرة بقوة، إضافة إلى الملفات الأخرى، كالملف اليمني ودعم استعادة الشرعية، وكذلك الملف السوري وما يعانيه الشعب الأعزل من قتل وتشريد، على يد نظامه بأبشع الصور التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها، إضافة إلى محاصرة إيران داخلياً وخارجياً.

شراكة جديدة
حول شكل المرحلة المقبلة الخليجية الأميركية، قال الحرمي «القمة المرتقبة ستؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة والتحالف الخليجي - الأميركي في قطاعات مختلفة، سياسية، واقتصادية، واستثمارية، وأمنية ودفاعية، بما يحقق مصلحة مشتركة للجانبين، مبينا أن القمة ستبعث برسالة مفادها القوة الخليجية الموحدة، وهذا في غاية الأهمية، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة». وبين الحرمي أن اختيار ترمب للمملكة كمحطة أولى في جولته الخارجية، دليل على المكانة الاستراتيجية التي تتبوؤها، والدور المحوري الذي تلعبه، والحضور الفاعل في المشهدين الإقليمي والدولي، ومكانة قيادتها عالميا، وما تحظى به من مصداقية، وما تربطها من علاقات تاريخية وطيدة واستراتيجية مع الولايات المتحدة.