تعيد زيارة الرئيس الأميركي لبلادنا علاقات دول مجلس التعاون الخليجي بالولايات المتحدة الأميركية إلى صورتها التاريخية المعهودة، قبل 15 عاما، بتحالفات حقيقية ضد المخاطر التي تحيط بالعالم اليوم.
نقلة حقيقية سياسية واقتصادية نوعية، تجاوزت فاتورتها مئات المليارات، والأهم علاقة تتميز برؤية واضحة. نحن أمام إدارة مختلفة عن الإدارة السابقة إلى حد كبير.
عانت المنطقة من الإدارة الأميركية السابقة، سواء في غموض تحركاتها، أو تخاذلها تجاه قضايا عربية مصيرية.
اليوم، تضع هذه الزيارة الأمور في نصابها الصحيح، يعزز ذلك اعتراف البيت الأبيض بأهمية الزيارة.
نقف أمام تحول إيجابي. ما حدث خلال اليومين الماضيين هو عنوان المرحلة القادمة. مؤشر واضح لطبيعة التحولات القادمة.
الرياض، عاصمة القرار العربي، حينما تقوم بهذا الدور، تضع على رأس أولوياتها، وفي حسبانها أمن المنطقة العربية والخليجية على حد سواء.
لكن الواقع يقول، إن هذه القمم الثلاث والتحركات الضخمة، والزخم السياسي والاقتصادي الكبير، له مناوئوه وكارهوه، وبالتالي لا بد لهم من التقليل منه، عبر أي طريقة حتى لو كانت مضحكة!
من الذين يحزنهم نجاح الزيارة، المذيع الإخواني الشهير «أحمد منصور»، الذي أراد التقليل من هذه الزيارة، فلم يجد أمامه سوى النيل من الشعب السعودي المعروف بروحه الساخرة، ونكتته الحاضرة الجميلة، في كل حدث ومناسبة، تماما كالشعب المصري الشقيق الذي لا يترك شاردة ولا واردة تمر دون نكتة!
وللموضوعية والإنصاف، فـ«منصور» مذيع محترف، لا يختلف على تميزه أحد، قدّم برامج ناجحة على مدى سنوات، أسهمت إلى حد كبير في زيادة الوعي لدى كثير من المشاهدين. لكن هذا كله لا يبرر له هذا الخطأ القاتل، والذي يكشف بوضوح تام أنه خرج عن موضوعيته كثيرا، وباتت تحركه عواطفه المبغضة لخطوات بلادنا.
يقال: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغترف لك -أو يكتب لك- مما في قلبه!
شخصيا، أعتبر هذه الهفوة سيئة تمحوها حسنات كثيرة للمذيع «أحمد منصور». لكنني أعتقد أنه بحاجة إلى وقت طويل ليثبت أنه أساء التعبير، كما قال في اعتذاره البارد البارحة الأولى.