كشف مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، عن إدراك الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- خطورة أن يعمل الإعلام في معزل عن القيم العليا، فوجه بضرورة أن يرتكز التعاطي الإعلامي السعودي على جملة من القيم والمبادئ الإسلامية.
وأوضح الدكتور العرابي في سياق حديثه عن القيم الاستراتيجية للإعلام في فكر الأمير نايف ضمن جلسات البرنامج العلمي للندوة المصاحبة لمعرض «نايف القيم» بجامعة الملك عبدالعزيز أمس، أن ما انبثق من أنظمة وسياسة إعلامية كانت من صناعة الأمير نايف.
خطورة الإعلام
أشار العرابي إلى أن الأمير الراحل كان رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام الذي قاد لسنوات عديدة مسيرة الإعلام السعودي، وأسس نهجه ورسم سياسته الإعلامية، وحدد مسؤوليات مؤسساته الصحافية ووسائله ومرجعياته الإدارية، مبينا أن ثبات الأمة وأمنها واستقرارها هو تحليها بالقيم النبيلة التي تصونها من التشتت والضياع وتحافظ على هويتها واستقلال شخصيتها.
وأضاف «وسائل الإعلام باتت شريكا خطيرا للأسرة والمدرسة في بناء قيم الأجيال ومعارفهم، وإثراء تجاربهم، كما لها تأثير على القيم السائدة وزعزعتها، وإحلال قيم أخرى بديلة، ولذلك أدرك الأمير نايف خطورة أن يعمل الإعلام في معزل عن القيم العليا، فعمل على أن يرتكز التعاطي السعودي في واقعه التنفيذي على مستويين الداخلي والخارجي، وفي إطاره العربي والإسلامي والعالمي على جملة من القيم».
بناء المجتمع
شدد العرابي على ضرورة الاهتمام بالأسرة، وأن ينظر الإعلام السعودي إليها على أنها الخلية الأساسية في بناء المجتمع، والمدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء تكوينهم وتوجيههم، فبصلاح الأسرة يصلح أفرادها. وقال «إن السياسة الإعلامية بنيت على قيم تمثل فكر الأمير نايف ومن أهم هذه القيم، أن تكون المبادئ منبثقة من الإسلام التي تدين به الأمة عقيدة وشريعة، وأن تعمل وسائل الإعلام السعودية على ترسيخ الإيمان بالله في نفوس الناس، وتعميق فكر الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر».
وضوح التعامل
تطرق الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي إلى قيم العمل الخيري في فكر الأمير نايف، مشيرا إلى أن قادة المملكة يتميزون منذ عهد الإمام محمد بن سعود والملك عبدالعزيز -رحمهما الله- وإلى عهد الملك سلمان -حفظه الله- بمميزات وصفات مرتبطة بما قامت عليه المملكة في نشأتها الأولى. واعتبر الدكتور التركي أن كل من تعامل مع الأمير نايف -رحمه الله- أو تعاون معه سيدرك القيم التي ينطلق منها، حيث كانت تربطه بالأمير علاقة امتدت نحو 40 عاما، واشترك معه في كثير من اللجان والهيئات التي كانت تدرس قضايا في غاية الأهمية سواء كانت وطنية أو إقليمية أو عالمية.
وأشار التركي إلى أن الأمير الراحل يتميز بثقافة إسلامية عربية أصيلة، وهذا في غاية الأهمية لأنها تنطلق من الكتاب والسنة ومن تاريخ المسلمين، ولا شك أن هذه تعطي الإنسان تصورا كاملا وتجعله يتصرف بشكل متميز، إضافة إلى الوضوح في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، والتركيز على أسس المملكة وثوابتها.
عاطفة للفقراء
تناول الدكتور صالح بن حميد القيم الإنسانية في شخصية الأمير نايف، رحمه الله، مشيرا إلى أنه كان يكنّ عاطفة عميقة للفقراء والضعفاء، ويقف موقفا رائعا مع حالاتهم وأوضاعهم، كما كان يقف مع أسر الشهداء ويساندهم، وفي الأعياد لا ينساهم ويعايدهم ويدعو لشهدائهم، ويقدم لكل أسرة برقية خاصة. وأشار ابن حميد إلى أن المفهوم عن المؤسسة الأمنية لدى الناس أنها قاسية وتتسم بالصرامة والغلظة والقسوة، ونوع من التعالي، وهذا هو المفهوم الغالب الذي يسبق الإنسان عندما يسمع مسمى المؤسسة الأمنية، ولكن حينما تأتي إلى الأمير نايف -رحمه الله- تجد شيئا آخر، بالرغم من صرامته وجديته وعدم مساومته على ثوابت الدين والوطن، بمعنى أنه يجمع بين العقل والعاطفة، ويجمع الصرامة واللين، ويجمع بين الرصانة والمرح وبين الرزانة والانفتاح.
وأكد أن لفظة أمير لها هيبتها، وحينما تقابل الأمير نايف -رحمه الله- تستحضر هذه الهالة، ولكن حينما تقف أمامه في إنسانيته تجد التواضع والإنصات، حيث يتمتع بقدرة فائقة على إعطاء مقابله الفرصة بأن يأخذ راحته والجو الآمن في الحديث، ما يشعره بالأمان وعدم الخوف.