بطريقة إعفاء قائد مدرسة الرازي الابتدائية في تبوك، تكون وزارة التعليم قدمت «الخلطة السرية» لكيفية تخلص الطلاب من قادة مدارسهم، وبأسهل الطرق!، كل ما عليهم فعله، هو رمي مجموعة من الأوراق بشكل جماعي ولو خارج أسوار المدرسة، ثم تصويرها ونشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وترك الباقي على وزارة التعليم!
لذا، لا تستغربوا إن سمعتم لاحقا عن حوادث مماثلة، ما دامت ردة فعل وزارة التعليم بهذه الطريقة، دون التروي وفتح تحقيق بالحادثة لأخذ أقوال المعني بالأمر.
فمن الظلم معاقبة شخص دون الاستماع إليه، وهو ما حدث مع قائد ابتدائية الرازي، والذي تقرر إعفاؤه قبل أخذ إفادته، ليعلم بالقرار مثل غيره من «تويتر»، ثم بعد يومين تزوره لجنة من تعليم تبوك، ولا أفهم فائدة هذا الإجراء ما دام قرار الإعفاء صدر وجف حبره؟!
ثم كيف إن علمنا أن ما تم رميه ليست كتبا مدرسية، كما قال المتحدث الرسمي لوزارة التعليم في تغريدته التي حملت قرار الإعفاء، إنما هي أوراق عمل وتدريبات طلابية عادية، وهو ما أكده لي أمس، قائد المدرسة عبدالله البلوي!، أضف إلى ذلك، أن رمي تلك الأوراق كان في أقصى زاوية خارج المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، ومع هذا قام قائد المدرسة مع زملائه بجمع الأوراق وتنظيف الشارع منها في اليوم نفسه.
اليوم أتساءل: هل يقبل منصف أن يتم إعفاء قائد تربوي بهذه السهولة عبر «تغريدة»، والتشهير به، مع نسف جهود 28 عاما من الخدمة في التعليم، لم يتغيب خلالها يوما واحدا عن عمله؟! والأمر أسوأ، إن كان أنموذجا يحتذى به، وحاصل على شهادات شكر وتقدير من عدة جهات، حتى انتظام طلاب مدرسته كان لافتا، إذ أخبرني أن الغياب ذلك اليوم لم يتجاوز 7% فقط، وهي نسبة بالكاد تجدها في مدارس ابتدائية مماثلة في هذه الأيام من العام الدراسي!
يؤكد قرار الإعفاء على ما تحدثت عنه سابقا، من انفصال هرم التعليم عن قاعدته، الأمر الذي أفقد العاملين في الميدان الشعور بالأمان الوظيفي، ونتج عنه عزوف كثير من الكفاءات عن تولي مهمة القيادة المدرسية.
 معالي وزير التعليم: الرجوع عن الخطأ، خير من الاستمرار فيه.