ثامر الجبير

سقطت ورقة التوت التي كانت تغطي ما تبقى من جرائم حسن نصر الله بعد دخول تنظيمه سورية، وأصبح عارياً من كل غطاء، فلم يعد يمكن أن يصنف إلا مجرد أداة تقتل وتفتك باسم المقاومة والممانعة كحال النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة، عندما يقومون بتوظيف المصطلحات والشعارات الفارغة من مضمونها لاستهداف أمن الأوطان ووحدتها ونسيجها الاجتماعي.
بين عينيه مكتوب خائن، يراه كل من يؤمن بالوطن وحق الإنسان في الحياة الكريمة والانتماء للوطن، بعيداً عن مشروع تصدير الثورة أو بمعنى أكثر دقة تصدير الإرهاب.
لم يصعد هذا الرجل للحياة السياسية، كرجل متمرس في العمل السياسي والوطني مقدماً برنامجاً وخططاً وطنية، بل عبر السلاح والمال الإيراني ومعتقلات المخابرات السورية، وهو لا يؤمن بالدولة ولا مؤسساتها، وهو مصدر التشريع الذي يعلو مجلس النواب، وهو مكمن السر وراء كل اغتيال في لبنان، وصاحب حق الامتياز في ترويج المخدرات من الضاحية ببيروت وحتى بحر العرب.
ولم يكن ما نشرته صحيفة فيلت الألمانية مؤخراً حول تورط الحزب باغتيال مصطفى بدر الدين وأن حسن نصر الله أمر حارسه الخاص المدعو إبراهيم جزيني بتشكيل فرقه للتصفية داخل الحزب محل دهشة.
كان على الصحيفة التصويب، ذلك بأنه لا يعتقد أن الأوامر الصادرة من حسن نصر الله اجتهاد منه بل هي مبنية على توجيهات صادرة من النظام الإيراني، وذلك لإتلاف كافة الأدلة التى تثبت تورط الحزب والنظام الإيراني في ملف الاغتيالات التي ضربت لبنان منذ عام 2005، فضلاً عن شواهد تؤكد وجود حالة تمرد داخل الحزب غير معلنة، في ظل تخوف من قادة حزب الله الإرهابي حول مستقبل التنظيم، فهو يعاني من أزمة مالية خانقة نتيجة تقلص الميزانية من النظام الإيراني لما يعانيه من استنزاف نتيجة تدخلاته السافرة في العراق وسورية واليمن، كما أن التنظيم تلقى ضربة أخرى وهي العقوبات الأميركية التي فرضت عليه، مما أدى إلى زيادة في معدل البطالة في داخل جمهور الحزب، وهناك قضية أخرى لعلها الأهم وهي أن قادة التنظيم أصبحوا على يقين تام بأن أي تسوية قد تحدث سيكون الحزب كبش فداء، وسيتخلى وقتها النظام الإيراني عن شعارات المقاومة والممانعة، وسيجد هؤلاء القادة أنفسهم أمام خيارين إما محكمة لاهاي أو العيش ما تبقى من حياتهم متسولين في قم وما جاورها.
هناك أمر آخر وهو أن إبراهيم جزيني الحارس الخاص لحسن نصر الله هو الداعم الرئيسي لمسابقة ملكة جمال لبنان عبر طرف آخر يمتهن تجارة الألماس، السؤال الاستراتيجي هنا:
هل سيحرر حسن نصر الله القدس بملكات الجمال؟