أبها: الوطن

قال تقرير أصدره معهد «Brookings» الأميركي للدراسات، إنه مع انطلاق اضطرابات ما يسمى بـ«الربيع العربي»، باتت اتفاقية «سايكس بيكو» لتقسيم المنطقة، أوائل القرن الماضي، منتهية، وذلك بسبب طموحات إيران التي تريد فرض هيمنتها على عدد من دول الشرق الأوسط.


كشفت تقرير أصدره معهد «Brookings» الأميركي للدراسات، أن الاضطرابات الشعبية التي حدثت في العالم العربي أحدثت نوعا من الانقسامات داخل الشعوب، وجعلت مصطلح الحدود الاستعمارية الغربية متقادما.
وأكد التقرير أن الحدود التي وضعها الاستعمار الغربي، حسب اتفاقية «سايكس بيكو» أوائل القرن الماضي، أصبحت منتهية، وذلك بسبب وجود قوى استعمارية جديدة تريد فرض هيمنتها على المنطقة، من ضمنها التحركات الإيرانية، وتقسيم العراق إلى 3 كيانات، كذلك وجود تنظيم داعش، وتهديد استقرار الأردن، فضلا عن عبء استقبال اللاجئين.

مخططات استعمارية
أشار التقرير إلى أن إيران تمتلك طموحات كبيرة للهيمنة على المنطقة، حيث ضمنت وجودها في لبنان عبر ميليشيا حزب الله، إلى جانب نظام الأسد في سورية، والتأثير بشكل مباشر على الحكومة العراقية والطائفة الشيعية في البلاد. ونقل التقرير عن أحد المحللين، قوله إن طهران تعمل على بناء ممرين رئيسيين أحدهما شمالي والآخر جنوبي، وتمر هذه المناطق عبر الأراضي العراقية والسورية وانتهاء بالبحر الأبيض المتوسط، مؤكدا
أنه في حال نجاح إيران في تأمين هذا الممر الممتد عبر أراضي بلاد الشام، فإنها ستنشئ نظاما جديدا في المجال الرئيسي للشرق الأوسط، واصفا هذه التحركات بأنها أشبه بالخطوط الاستعمارية التي رسمها الغرب في الماضي، ويعتمد على تقسيم المنطقة طائفيا وعرقيا وسياسيا.

طموحات أكثر جرأة
أوضح التقرير أن اتفاق «سايكس - بيكو» الذي رعاه البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرانسوا بيكو عام 1916 لتقسيم المنطقة، عمل على تحديد وضمان مصالح بريطانيا في المنطقة، حيث تقوم هذه المصالح على إنشاء اتصال جغرافي يمتد من العراق إلى البحر المتوسط، بهدف إقامة خط أنابيب بترولية وسكك حديد، مشيرا إلى أن المفاوضين البريطانيين وصانعي السياسات اللاحقين ضمنوا حصولهم للسيطرة على الجزء الجنوبي من بلاد الشام ووضع خط الأنابيب الذي أدى إلى مصفاة في مدينة حيفا.
وخلص التقرير إلى أن طموحات إيران في القرن الـ21 تعتبر أكثر جرأة من سابقاتها، مبينا أن الساسة الإيرانيين استغلوا وصول حركة الإخوان إلى الحكم في مصر قبل أربعة أعوام، من أجل إرسال السفن البحرية إلى المتوسط وإنشاء قاعدة بحرية في سورية، لافتا إلى أن هذه الطموحات تعارضها عدة دول، من ضمنها تركيا والأردن ودول الخليج العربي وغيرها، ناصحا إدارة ترمب بالاعتماد على الشركاء الإقليميين لمواجهة هذه الهيمنة الجديدة.