بينما كشف المتحدث الرسمي للجمارك عيسى العيسى لـ«الوطن»، أن الجمارك ضبطت عبر المنافذ خلال 2016 حوالي 1.3 مليون وحدة مستحضرات تجميل مغشوشة ومقلدة، وما تم منع دخوله واعادته لمصدره بسبب عدم مطابقته المواصفات القياسية للفترة نفسها حوالي 3.1 ملايين وحدة، وبلغ ما تم ضبطه من بداية 2017 وحتى 2017/2/28 حوالي 197 ألف وحدة، ومنع دخول 359 ألف وحدة لمخالفتها المواصفات، قال استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر بمستشفى الملك فهد المركزي، المشرف على أقسام الجلدية بصحة جازان الدكتور خالد العطاس لـ«الوطن»، إن هناك أطباء غير متخصصين يفتحون عيادت تجميل خلال عرض نماذج مثالية محسنة بالفوتوشوب، إضافة إلى قيام مجموعات وأفراد وشركات يبيعون الجمال الوهمي، لتحقيق أكبر قدر من الربح من بيع منتجات رخيصة وغير مرخصة بأسعار باهظة، دون الخوف من انتشار الأمراض الجلدية الخطرة التي لا يمكن علاجها.
شهادة مطابقة
أشار العيسى إلى أن الجمارك تعد جهة تنفيذية لتعليمات الجهات الحكومية على ما يتم استيراده وتصديره من السلع، وذلك بتطبيق منظومة سلامة الواردات، فلا يتم فسح البضائع بما فيها مستحضرات التجميل إلا بتقديم «شهادة مطابقة» من جهة معتمدة في دول التصدير تفيد بمطابقة البضاعة للمواصفات القياسية السعودية، أو بسحب عينات من البضاعة الواردة وتحليلها في المختبرات العامة والخاصة المعتمدة.
فرض العقوبات
أكد المشرف العام على وكالة حماية المستهلك، فهد الهذيلي لـ«الوطن»، إن مراقبة وفحص منتجات مستحضرات التجميل، هو من مهام الهيئة العامة للغذاء والدواء، والتي تقوم بإبلاغ وزارة التجارة والاستثمار في حال وجود مستحضرات تجميل مخالفة للمواصفات القياسية السعودية المعتمدة، وتقوم الوزارة بدورها بضبط ومصادرة تلك المنتجات ومعاقبة المخالفين بالنظر لما تشكله من خطورة على صحة وسلامة مستخدميها، وهناك تعاون مستمر ومنظم بين الوزارة والهيئة في مجال الكشف عن مستحضرات التجميل والتأكد من مطابقتها المواصفات القياسية.
وأضاف الهذيلي، «تقوم الوزارة بدورها في توعية وتثقيف المستهلكين خلال المعارض التوعوية والحملات الإعلامية التي تنظمها بشكل دوري عن أي منتجات ضارة، ومنها مستحضرات التجميل التي يثبت وجود أضرار من استخدامها».
آثار طبية خطرة
قال العطاس إن الآثار الخطرة الناتجة عن استخدام المستحضرات التجميلية المغشوشة، والتي تحوي الزئبق والرصاص والكورتيزون، فالزئبق في حالة وصوله إلى مستويات عالية في الدم ربما يؤدي إلى ضعف في وظائف الكلى ورعشة وصداع واضطراب في الذاكرة وتشوهات للجنين في حالة استخدامه خلال الحمل.
وأشار العطاس إلى أن الرصاص يعدّ من السموم العصبية التي ترتبط بالتعرض للإجهاض وانخفاض الخصوبة، أما الكورتيزون فهو يضاف بكميات غير علمية وغير موزونة، وربما يؤدي إلى ضمور دائم في الجلد، وتوسع في الأوعية الدموية، واحمرار شبه دائم وشعور بحرارة وحكة في البشرة، عوضا عن تأثيره الداخلي على ضعف إنتاج هرمون الكورتيزون من الجسم، والذي بدوره يؤدي إلى هشاشة العظام وضعف العضلات، وتشوهات في الجنين لو تم استخدامه في الحمل.
وهناك مكونات سامة أخرى غير مصرحة لها آثار بالغة الخطورة، لا يسع الحديث عنها، تضاف إلى هذه التركيبات لتقوية فعالية التبييض وزيادة نعومة وتجانس التركيية يصعب حصرها.
التحقق بشكل دوري
أكد المتحدث الرسمي للهيئة العامة للغذاء والدواء، إدريس الدريس لـ«الوطن»، أن الهيئة تتحقق بشكل دوري من سلامة المنتجات، بسحب عينات من المنتجات من الأسواق المحلية بمختلف مناطق المملكة، وفقا لمعايير تحددها الهيئة بناءً على مدى خطورة المنتجات على المستهلكين، إضافة إلى متابعة ما يصدر من سحب وتحذيرات لمنتجات التجميل في الهيئات الرقابية الدولية، وما يردها من بلاغات وشكاوى المستهلكين.