تقوم جائزة التميز بوزارة التعليم باعتبار الكشف عن الكفاءات التربوية التعليمية الفاعلة ومكافأتها، وحث الوسط التربوي لبذل الجهد والمنافسة لإخراج المتميز والفائق العلمي والعملي، مقابل ذلك يفترض أن يتم التغيير والتطوير إلى الأفضل، فهي تعتبر تأليفا بين المعطيات المادية والمعنوية، بما يؤهل لاستغلال وتوظيف الطاقات البشرية والمواد الأولية المتواجدة في المجال المكاني والزماني ما سيؤدي إلى صنع التطوير، والمجتمع المتميز، يعتبر مجموعة من القيم العلمية والتعليمية السامية التي تصب في جوهر الحضارة، فكل واقع متميز يعود بأصله إلى قيم سامية تم الاتفاق على اختيارها وتجميعها وغربلتها.
والفرد المتميز محب للتطوير والتفرد، أفكاره حية تطبع على معاملاته وعمله بكل مراحل حياته صبغة ملونة مغلفة بتقانة عالية من التخطيط والتنفيذ، وهذا ما يجعله يدخل التاريخ المتميز، حتى وإن لم يدخل مضمار السباق بالجائزة، فنراه يبني نظامه الفكري المتميز طبقا للنموذج المثالي لأهدافه وتطلعاته، وعلى هذا النحو تتأصل جذوره في محيط التميز الأصيل، حيث إن هنالك علاقة ديناميكية بين المتميز الحقيقي وتحقيق التغيير والتقدم المنشود وهذا يعتمد على الدور الذي يقوم به ذلك المتميز حتى يؤثر في مجتمعه، فالتميز للمجتمع والفرد يعتبر نتاجا لوحدتهم والاتفاق لتحقيق منتجاتهم الفكرية والإبداعية. والمجتمع التعليمي هو الذي دخل نطاق دائرة جائزة التميز وهذا يحسب لمن وضعها ومن عمل عليها، وعليه كم نتمنى أن نجد أجوبة شافية بأجندة التميز بوزارتنا المبجلة لتساؤلات تحيرنا أجوبتها بل لا نجد لها أجوبة، هل كل من فاز بجائزة التميز متميزا فعلا؟ وهل تم التنقيب عن المتميز بطريقة احترافية في المراقبة والمتابعة دون علمه؟ هل تمت متابعة المتميزين السابقين بعد عملية الفوز في الدورات السابقة ورعايتهم؟ وهل تم جمع وحصر أعمالهم المتميزة بعد الفوز إن وجدت؟! هل تمت متابعة الطلاب الذين طبقت عليهم عملية التحكيم بتطبيق أبجديات المعايير العلمية المطلوبة لتمييز معلمهم أو مدرستهم أو مديرهم أو مشرفهم أو مرشدهم؟
كذلك نتمنى أن تكون الأجوبة مدعمة بالأدلة والبراهين بما يليق بحجم جائزة التميز وعلو شأنها ورفعة قيمتها التي قد تضاهي ميزانيتها وحدها ميزانيات تعليم كامل لدول حصلت على التميز وما زالت تتابع كل عملها عبر الزمن دون كلل ولا ملل، فالتميز الحقيقي يعول عليه نقل الحضارات عبر الأجيال بتقانة عالية المستوى ومؤثرة بكل الاتجاهات، وحتى تصبح الجائزة عمل وتقانة حياة مستمرة، ولتجنب الإسراف في الوقت والجهد (النشاط المبذول) وتحقيق المعادلة المتوازنة بين الظروف الزمنية والإنتاجية المتميزة لكل مستفيد من أعضاء المجتمع، نتمنى أن تحرص وزارة التعليم على إعادة النظر في عملية التقسيم المادي والمعنوي للمتميزين، وتحاول تتبع المتميز في مكانه عبر وضع آلية متفق عليها بين أعضاء المحكمين، وحبذا أن يشارك بعملية التحكيم، أعضاء من كل الإدارات التعليمية بكل مناطق الوطن الغالي، كذلك المتابعة تستمر عبر محكمين خارجيين من أصحاب الحق والمستحق في أخذ حقوقهم التي كفلتها لهم الوزارة كالطالب وأولياء الأمور، وكل العاملين بالدائرة الداخلة ضمن المجال التعليمي وعلى رأسهم المستخدمون، والتأكيد على أن يتم الاتفاق معهم سرا للمشاركة في التحكيم العادل وإعطائهم ضمانة الأمان، حيث المتميز يعتبر كاللؤلؤ داخل محارة يجب التنقيب عنه والبحث الصادق والمخلص حتى نجده، وليس مسوقا يحمل بقشته على رأسه ويدور بها بين البيوت والأماكن ويسوغ أجمل الكلمات لترويج منتجه، حتى وإن كان في بعض الأحيان مضروبا، ولهذا نتمنى أن نبحث وننقب عن اللؤلؤ المكنوز بمحارات تعليمنا الواعد الرائد بإذن الله، وسيصل المخلصون من أبناء وزارتنا الموقرة بما تتطلع له قيادتنا الرشيدة من التطور والرقي لوطن قيمه عالية تمشي بخطى وثابة برشد وعقلانية. دام تميزنا بدوام واستقرار وأمن وطننا الغالي.