عقب مرور أسبوعين تقريبا على الضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات السورية بـ59 صاروخا من نوع توماهوك المجنح، عاد الحديث حول مدى أهمية منظومة الصواريخ الروسية المنصوبة في القواعد السورية التي تعد من أقوى المنظومات الدفاعية التي تعترض الصواريخ في العالم.
وعلى الرغم من أن المنظومات الروسية كانت على مقربة من قاعدة الشعيرات السورية، وبإمكانها اعتراض الصواريخ التي تنطلق من أجزاء في تركيا وإسرائيل المجاورتين، إلا أنها لم تعترض الصواريخ التي أطلقتها البحرية الأميركية من مدمرتين في سواحل المتوسط، الأمر الذي فتح الشكوك حول وجود تواطؤ روسي أميركي لاستهداف القوة النارية لجيش النظام السوري.
يمكن لمنظومة الصواريخ إس -400 الروسية أن تقضي على الطائرات الحربية الأميركية، لكن موسكو ستخسر تكاليف تشغيلها على المدى البعيد في حال لو قررت واشنطن أن تطيل حملتها العسكرية في سورية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الروسي من متاعب جمة.
لكن ما هي الظروف التي يمكن لروسيا استخدام منظوماتها الدفاعية في سورية ضد الطائرات الأميركية، حيث إنه من المؤكد أن الصواريخ ستنطلق في حال شعرت القوات الروسية بالخطر، ولا يمكن أن يكون صمت الروس تجاه الصواريخ الأميركية الأخيرة إلا أنه جاء بأمر من بوتين، وتم باتفاق كامل بين الأميركيين والروس.
إن الضربة الأميركية دفعت الروس إلى تعليق اتفاق تجنب الاشتباك فوق سورية الذي وقع مع الأميركان في وقت سابق، لكن سرعان ما أعلنت موسكو إعادة العمل بالخطة في القريب العاجل، وهو الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول مدى جدية الروس في استخدام منظومتهم الدفاعية بسورية.
منظومات الدفاع الروسية، كلفت موسكو العمل عليها عشرات السنين، بحيث تكون الطبقات المتكونة منها قادرة على التعامل مع مختلف الأهداف في ارتفاعات ونطاقات معينة مختلفة. وتعاملت القوات الجوية الأميركية والإسرائيلية مسبقا مع أنظمة الدفاعات الجوية، بدءا من حروب فيتنام و يومكيبور، و مرورا بالعراق ويوغسلافيا وانتهاء بليبيا، إلا أنه توجد ضرورة للتعامل بحذر مع الأنظمة المنصوبة في سورية حاليا، باعتبارها خطرا على طياري ومقاتلات الجيش الأميركي، فيما ستكون المواجهات معقدة بشكل كبير بين الجيش الأميركي والرادارات الدفاعية المتطورة، والتي قد يمتد أثرها لفترات طويلة، وليس مجرد صراع بين طائرات وصواريخ فحسب. بل المنظومات الروسية. 

سباستيان روبلين
مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية