لا شك أن البرامج الرياضية المحلية تعوض الجماهير عن غياب مسرح الكوميديا (التهريجية)، مع حضور (المأساة) تراجيديا في البرنامج الآخر للواقع الخالص
(1)
يا حادي العيس.. لا تستفز جمالك للسرى آخر الليل.. فالقوم هناك، لم ينتظرك أحد منهم على الرابية، التي بين البحرين.
(2)
الذي داخل الـ(صندوق).. رحلة سرية في الخلايا الغامضة. غمغمة يصل صداها إلى كل ما هو من زبد وحسرة.
(3)
يشعر بغصة (فقط) عندما يتذكر صاحبه في الغرفة (الباردة).. لمجرد أن مستبدا خشي أن تقضي بيانات صاحبه على بعض ملذاته.
(4)
مدير الأطباء في المستشفى المحلي العام أسرّ لبعض المقربين: «أن حدسه يمكنه متابعة الأحوال المرضية بكافة أنواعها واحتمالاتها، وهو في مكتبه..»، بعد أن همس له أغلى المقربين، بأنه لم يلتق بأحد -صحيحا أو مريضا- منذ شهرين كاملين!
كما أسرّ هذا المدير العام لأغلى المقربين -كذلك- بأن غلظته قبل شهرين مع الزائرين والمراجعين، ضرورة يفرضها المركز الإداري والخبرة الصحية.. العالمية.. الإعلامية!
(5)
الأمطار عندما تهطل لا تكشف سوء الطريق فقط.. بل سوءة النفوس التي أعماها البطر والظلم.. هي الأمطار التي تتحول من قيمة جميلة، إلى قيمة أليمة.. بتلك السوءات الراعشة بالخطيئة.
(6)
دائما ما يظهر الفنان (الكبير) متكلفا متفردا، يغص في كلماته المختارة بدقة مغشوشة!
لا يحكي عن الحالة الغنائية العامة.. لا يتحدث عن هموم الفن.. لا يبوح باعترافات الفنانين الحقيقيين، التي دائما ما تكون شفافة صادقة، حتى إنه لا (يترحم) على (صديق العمر)، الذي صار إليه (لدودا).. الفنان الكبير، لم يقل (الحقيقة)، لم يترك نفسه على وترها (الفني) الخالص، لتخرج للناس شفافة نقية (طازجة)، فتكون خفيفة سائغة على (نفوسهم)!
لذلك فهو (غائب) كالعادة، خارج الممارسة الغنائية!
(7)
لا شك أن البرامج الرياضية المحلية تعوض الجماهير عن غياب مسرح الكوميديا (التهريجية)، مع حضور (المأساة) تراجيديا في البرنامج الآخر للواقع الخالص.
(8)
اليوم (الذهبي) الذي صار يتأخر ويتبدل كل شهر يعني: بقاء (مطلق) في البيت مع عائلته لليوم الخامس على التوالي، على أمل أن يذهب البائع الرئيس للبقالة المجاورة، ليتمكن من الشراء من (الجديد) بمبلغ افتراضي جديد، ينهي بياض الصفحة تماما تحت اسم (دين مطلق). كما يعني إلغاء الحجز للشاب الجامعي (فارس)، الذي كان (يطمح) منذ شهرين منصرمين، لأن تذهب به (تذكرة) الحجز إلى أمه المريضة في أقصى الشمال . ويعني -كذلك- محاولة (هذال) إعادة طلب إسعاف الهلال الأحمر لنقل والدته إلى المستشفى الوحيد، كي تقوم بعمليتها المتكررة (غسيل الكلى)!!
ومن تداعيات تأجيل اليوم الذهبي أيضا عودة الشعور بالمرارة لـ(هزاع) عندما يتذكر أخاه في البلاد المجاورة، وهو ينتظر هذا اليوم لشراء جهاز آيفون لابنه المدلل، في الليلة إياها التي كان هو ينتظر الثالثة فجرا، كي (يسحب) من صرافه (البائس)، ما يمكنه من شراء (حفائظ) و(حليب سيميلاك) لطفله الوحيد (راكان)!
(9)
الخارج بات يغري، ارتهنا على السطح وتركنا الأعماق بكرا فاتنة، نبحث عن الخبر ولا نهتم بمكنونه وتداعياته ودلالاته، نختزل التطبيقات والتأثيرات في عموميات ومواعظ، الأمثلة شاهد عيان: ألا نـحكي عن التعليم وحالة مدارسه ومعلميه وإجازاته، ونخبر عن منتديات واجتماعات وبيانات لقادة التعليم، وننسى دائما أن نتحدث مرة عن قضايا داخلية جوهرية: تحقيق المقررات المدرسية لغايات العلم.. تأثير النظام التعليمي على الذهنية العامة للطلاب والمجتمع.. صحة المعلومات في كتاب مدرسي وملاءمتها الموقف والمرحلة والمنهج؟!
ألم نتحدث عن معارض الكتاب ومستويات تنظيمها، وعدد المشاركين والزائرين لها، وعن دور النشر الجيدة وغير الجيدة وجدوى ممارسة التوقيع على المنصات، وننسى دائما أن نتحدث عن الكتاب نفسه: محتواه، ومنهجيته، ومكامن قوته وضعفه، وحجم إضافته للتراكم العلمي المعرفي!
(10)
كل الكلام (أعمق).. إذا كتبت بـ(اغرق).