انطلقت أمس أعمال ملتقى «دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب»، الذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية وإدارة المؤتمرات بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، في إطار برنامج عمل عام 2017 بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية، بحضور رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله التركي، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان بن رقوش، وعدد من رؤساء الجامعات العربية والإسلامية، وذلك في مقر الجامعة بالرياض.
مشاركة 30 دولة
ويشارك في أعمال الملتقى الذي يستمر يومين 500 متخصص ومتخصصة من العاملين في وزارات الداخلية، والتعليم العالي، والجامعات، والمنظمات المختصة بقضايا الأمن الفكري، والجهات ذات العلاقة من 30 دولة، هي: الأردن، والإمارات، وتونس، والجزائر، والمملكة العربية السعودية، والسودان، والصومال، وعمان، وفلسطين، وقطر، والكويت، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، واليمن، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وأستراليا، وتشاد، وأوغندا، وماليزيا، وروسيا، وإندونيسيا، وهولندا، وباكستان، وبروناي النيجر، إضافة إلى المنظمات الدولية ذات العلاقة.
تحديات أمنية وفكرية
وألقى عميد كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الدكتور خالد الكردي كلمة في حفل الافتتاح، استعرض فيها أهمية الملتقى وأهدافه ومحاوره، مؤكدا أن الإرهاب يشكل تحديا أمنيا وفكريا وسياسيا، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية والعالم، وهو أمر يتطلب تضافر جهود مختلف المؤسسات المجتمعية، ومنها الجامعات بوصفها مؤسسات علمية ومنارات فكرية لها رسالة بتزويد الطلاب بالعلم والمعرفة وخدمة المجتمع وتوعيتهم ووقايتهم من المنظمات الإرهابية والتطرف الفكري.
وأضاف أن بإمكان الجامعات القيام بدور رائد في مواجهة الإرهاب والتطرف بنشرها قيم التسامح والتوافق والتواصل البناء من خلال مناهجها الدراسية ومؤتمراتها وبناء الطالب فكريا وتحصينه ضد الإرهاب والتطرف الفكري، من خلال صياغة خطاب تعليمي تربوي يهدف إلى بناء الشخصية المتكاملة، وتعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية والحضارية.
البحث عن حلول
عقب ذلك ألقى الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام كلمة، أكد فيها اهتمام الرابطة بمكافحة هذه الجريمة البشعة التي تؤرق العالم حاليا، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إليها، والبحث عن الحلول الناجعة للقضاء عليها.
بعدها ألقى رئيس الجامعة الدكتور جمعان بن رقوش كلمة، أوضح فيها أن تنظيم هذا الملتقى المهم يأتي في إطار جهود الجامعة لمعالجة القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية، التي تلامس احتياجات واهتمامات المجتمعات العربية، ومنها موضوع مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الفكري في إطار التوجيهات الكريمة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس المجلس الأعلى للجامعة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وأضاف أن الملتقى يأتي في إطار جهود المملكة لمكافحة الإرهاب، حيث تبذل المملكة جهودا مقدرة ومتواصلة لمكافحة الإرهاب على المستوى العالمي من خلال التعاون الدولي البناء مع مختلف الجهات الأمنية والأكاديمية حول العالم.
محاور الملتقى
يذكر أن الملتقى سيناقش عددا من المحاور، هي: الوقاية من الإرهاب.. المفاهيم والمنطلقات، والمداخل العلمية المختلفة للوقاية من الإرهاب، ودور الجامعات العربية والإسلامية في الوقاية من الإرهاب، وتجارب الجامعات العربية والإسلامية في الوقاية من الإرهاب. وفي الجلسة الأولى للملتقى، التي رأسها الدكتور عبدالله التركي، أكد أن الخبراء الذين حضروا الملتقى سيستفيدون من التجربة الرائدة للمملكة وجامعة نايف في مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري، موضحا أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد تبذل جهودا ناجحة في مواجهته قائمة على الكتاب والسنة ومحاربة التطرف والنزاعات والطائفية. وأكد التركي أن السبب الحقيقي للإرهاب هو ابتعاد كثير من المسلمين عن الإسلام الصحيح من حيث الفهم والعمل.