شكَّلت العودة المفاجئة لقراصنة الصومال إلى شواطئ القرن الإفريقي تهديدا لحركة الملاحة البحرية، بعد أن قضت عليهم القوى البحرية العالمية خلال الفترة الماضية، حيث وقعت مؤخرا تسع حوادث قرصنة، ثلاث منها قرب شواطئ ولاية «جالمودوج».
قالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية إن نشاط القرصنة البحرية عاد بشكل مفاجئ إلى منطقة القرن الإفريقي خلال الشهر الماضي، وذلك في وقت استطاعت القوى البحرية العالمية القضاء عليه بشكل شبه نهائي في هذا الموقع البحري الحيوي، حيث كانت هناك ست حوادث يشتبه أنها أعمال قرصنة قرب الصومال، خمسة منها كانت ناجحة، رغم عدم نجاح أي عملية قرصنة عام 2016. وأشارت المجلة إلى أنه كانت هناك أيضا ثلاث حوادث بحرية غامضة قرب شواطئ ولاية «جالمودوج» الصومالية، حيث دفعت قوارب صيد غير قانونية «غرامات» يعتقد أنها في الحقيقة فدية، مما يبين أن القرصنة عادت بشكل أكبر مما كان يعتقد سابقا.
تهديد صناعة الشحن
حسب المجلة فإن العودة القوية لأعمال القرصنة في أعالي بحار القرن الإفريقي تعتبر ضربة لمعركة مستمرة منذ عقود للقضاء على القرصنة، وهي تمثل خطورة لصناعة الشحن الدولية، التي تنقل ما قيمته 700 مليار من البضائع عبر هذا الممر الخطير كل عام، لافتة إلى أن أحد أهم أسباب القرصنة هي عمليات الصيد غير القانونية التي تستنزف الثروة السمكية المحلية وتجبر بعض الصيادين على حمل السلاح. وأضافت أن عودة القرصنة في القرن الإفريقي تأتي أيضا بعد أن تخلت شركات الشحن وقوات مكافحة القرصنة عن حذرها، حيث انسحبت قوة بحرية تابعة للناتو من هذا الممر الحيوي في ديسمبر الماضي.
الفساد المحلي
قالت «فورين بوليسي» إن الأجانب لا يتحملون وحدهم ذنب الصيد غير القانوني، بل هناك الفساد المحلي أيضا، لافتة إلى وجود أربع سفن صيد لكوريا الجنوبية حصلت على تصاريح صيد بشكل غير شرعي، مما يبين فساد العملية على الجانب الصومالي.