تسبب تناقض بحثي عن البدانة في إيقاع الحيرة بين المرضى الذي يعانون من هذا المرض، حيث اكتشفت دراسة سابقة أجريت عام 2013 أن زيادة الوزن بعض الشيء قد تساهم في العيش مدة أطول، ولكن بحثا حديثا نشر في المجلة الطبية Annals of Internal Medicine خالف هذه النتيجة، مؤكدا أن زيادة الوزن البسيطة قد تنقص من عمر الشخص، الأمر الذي يتوافق مع الفكرة المتعارف عليها بخصوص الوزن.
دراستان متناقضتان
ذكر تقرير نشره موقع الراديو الوطني الأميركي أن «الدراسة الأحدث بقيادة الباحث في علم السكان في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن أندرو ستوكس اكتشفت أن الأفراد الذين لهم تاريخ في زيادة الوزن والناجمة عن أي سبب تزيد مخاطر الوفاة لديهم بنسبة 6 %». ورغم أن ستوكس قال إن 6 % «ما هي إلا زيادة طفيفة، إلا أنها لا تزال مصدر قلق شديد، لأن العديد من الأميركيين يعانون من زيادة الوزن، يقول ستوكس إن «اكتشافاتنا أكدت أنه لا توجد أي فائدة من الزيادة في الوزن فيما يخص مخاطر الوفاة، على العكس فقد أشارت إلى أن زيادة الوزن مرتبطة بزيادة في مخاطر الوفاة».
وأضاف أن «هذه النتائج تنطبق على الأفراد الذين يعانون من زيادة في الوزن، وليس الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، ذلك أن هناك جدلا آخر حول ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضين لمخاطر متزايدة للإصابة بالسكري وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، وحتى الوفاة المبكرة أم لا».
زيادة الوزن
أوضح التقرير أن «زيادة الوزن تعرّف بأن يكون مؤشر كتلة الجسم من 25 إلى 29.9، أي من حوالي 4 كجم إلى 13 كجم بناء على الطول، أما السمنة فهي أن يكون مؤشر كتلة الجسم من 30 فأعلى».
وأبان أن «مراكز مكافحة الأمراض واتقائها أعلنت أن حوالي 38 % من الأميركيين الذين تجاوزت أعمارهم سن الـ20 يعانون من زيادة في الوزن، بينما يندرج 30 % آخرين تحت تصنيف السمنة».
منهجية مختلفة
لفت التقرير إلى أن «ستوكس وزملاءه جمعوا بيانات من أكثر من 225 ألف بالغ تجاوزت أعمارهم سن الـ50، لتحديد ما إذا ما كانت زيادة الوزن قد أثرت على طول عمرهم، وركز الفريق على أقصى مؤشر كتلة الجسم لكل شخص خلال فترة تبلغ 16 سنة، وهذا ما يجعل نتائج هذه الدراسة معتمدة أكثر من الدراسات السابقة، مع استبعاد الأشخاص الذين خسروا من أوزانهم مؤقتا بسبب إصابتهم بالأمراض».
وتابع أن «منهجية الدراسة الحديثة كانت مختلفة عن منهجية أصحاب دراسة 2013 التي فاجأت الكثيرين في المجتمع الصحي عندما أشارت إلى أن زيادة الوزن قد تساهم في حياة أطول».
دراسة 2013
في دراسة 2013 حللت عالمة الوبائيات كاثرين فليغال وزملاؤها نتائج مأخوذة من 97 دراسة عن السمنة، غطت 3 ملايين شخص، واكتشفوا أن التأثير المشترك أظهر تراجعا بسيطا في معدل الوفيات بين الأفراد الذين يعانون من زيادة في الوزن، عندما تمت مقارنتهم بأصحاب الأوزان الطبيعية المثالية. وقالت فليغال من جامعة ستانفورد ـ التي ما زالت مقتنعة بنتائج دراستها، وانتقدت الدراسة الجديدة ـ إن «الدراسة الجديدة اعتمدت على ما يتذكره الأشخاص عن أوزانهم، وهذا خطأ، لأن الأشخاص لا يذكرون أوزانهم بدقة، فالنساء تقلل من أوزانهن، بينما الرجال يزيدون في أطوالهم». وأكدت أن نتائجها أكثر دقة من نتائج الدراسة الجديدة، لأن عملها كان مستندا على الوزن الأقصى للمشاركين، مما قد يجعلهم يبدون أقل صحة مما هم عليه.
قضية غامضة
ذكر التقرير أن «القضية ما زالت غامضة، فمن غير الواضح إذا ما كانت زيادة الوزن أمرا وقائيا أو حتى مساهما في طول العمر، حيث يعقد بعض الباحثين أن زيادة الوزن البسيطة قد تحمي الناس عند السقوط، وأنها تعطي طاقة إضافية أثناء الإصابة بالأمراض». ردا على هذه النتائج المتضاربة قال باحث السمنة بمركز بينينجتون لأبحاث الطب الحيوي الدكتور ستيفن هيمسفيلد إنه «ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أن يزوروا الطبيب كي يفحصوا أنفسهم، ويعرفوا إذا ما كانوا يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن مثل ضغط الدم المرتفع، أو سكر الدم أو الكوليسترول». وأضاف أن «الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل تتوفر لهم العلاجات المناسبة، وفي الوقت نفسه على الأشخاص أن يحاولوا الامتناع عن زيادة الوزن في المستقبل، وإذا أمكن أن ينقصوا من مؤشر كتلة الجسم إلى المستوى الطبيعي الصحي».
تناقض بحثي
دراسة 2013
زيادة الوزن قد تسهم في العيش مدة أطول
دراسة 2017
زيادة الوزن تزيد مخاطر
الوفاة 6 %
الفرق بين زيادة الوزن والسمنة
زيادة الوزن:
أن يكون مؤشر
كتلة الجسم
من 25 إلى 29.9
السمنة:
أن يكون مؤشر
كتلة الجسم
من 30 فأعلى
فوائد زيادة الوزن
تحمي الناس عند السقوط
تعطي طاقة إضافية أثناء الإصابة بالأمراض