فهد مرسال

بداية، لن أسقط المقارنات هنا، لأنني أرى أننا لا نستخدمها غالبا إلا لتبرير خطأ أو «لجلد ذواتنا». المحملة أكثر مما تحتمل، لذلك هي غير عادلة، «لا أحد نسخة من أحد»، ولهذا سألقي بالمقارنة من النافذة قبل أن أعود إلى الكتابة حول «فوضى» مواسم تعليق الدراسة السنوية وتكرارية آلامها، لأبدو أكثر موضوعية.
كم أنا حزين لحالك أيها التعليم، كيف لطالب كسول لعوب يقودك إلى ساحات أهوائه منقادا خائفا من هجمة «تويترية» من عوالم افتراضية؟!
أوجاع آلامنا من بؤس المنظومة التعليمية تفوق تعليق يوم دراسي واحد ضمن أسابيع دراسية، السؤال المخجل هنا: مَن جعل المدارس أغلالا وسجونا مع الأشغال الشاقة غير قابلة للحياة؟! تطل المشكلة المتوارية برأسها كل عام بلا ندم، ممتطية صهوة «الغبار والمطر»، للظفر بغياب يوم دراسي!
تبتهج المدن ويتراقص الطلاب ويخرجون إلى الطرقات والمتنزهات احتفالا بقرار تعليق الدراسة! حقا، ماذا يجري برب السماء؟! يجب أن يعلق الجرس للتحذير من عطب مؤثر ومفصلي في جناح النهضة الموعودة الطموحة رؤية 2030، لا نهضة وطن بلا تعليم معرفي عظيم قادر على صناعة العقول التي سترسم آفاق المستقبل. التحدي الأصعب هو كيفية جعل المدارس بيئة جاذبة محفزة قادرة على أن تكون الحياة الأخرى الموازية للطالب!
ولتعرفوا المغزى، أسألوا أولياء الأمور عن سعادة أبنائهم المبالغ فيها، ربما حينما تكون هناك «حصة رياضة» في يوم غد، وقد يغضب لتعليق الدراسة بسبب ذلك!
أقترح على مسؤولي التعليم، بما أن مناخنا قاري أي «مزاجي»، فصول متعددة في يوم واحد، أن يكون «تعليق الدراسة» اختياريا، وقرارا يحدده أولياء الأمور فقط! وأثق في أن روح التنافسية ستدبّ بين أولياء الأمور«ولدي لا يهاب الغبار»، ويسهمون في غرس تحمّل المسؤولية في أبنائهم، وبذلك نسدل الستار على مسرحية «إطلالة» المسؤول «متبخترا» وكأنه الفارس ليظهر بطلا ويعلق الدراسة.
أخيرا، أثق في أن تحديد نسبة غياب محددة عبر الفصل الدراسي الواحد، كحال النظام الأكاديمي، مشمولة ضمنها أيام تعليق الدراسة، سيحدّ من ظاهرة الغياب بشكل أوسع، وللاستفادة من تلك الحالة أطالب هيئة الترفيه باستثمارها مثلا في استغلال يوم تعليق الدراسة بتسيير حافلات للطلاب والطالبات إلى المتنزهات البرية في مواسم الغبار، أما في حالة الأجواء المطريه فيكتفى بالقوارب المائية مثلا.