حسين الهملاني

طالعتنا نتائج اختبار قياس أن أفضل عشر ثانويات للبنين هي مدارس تحفيظ القرآن الكريم على مستوى المملكة. ولأنني أحد معلمي ثانوية تحفيظ القرآن الكريم في أبها، وهي إحدى الثانويات المميزة في هذا التصنيف. (أخذني السؤال لماذا هذا التميز لثانويات تحفيظ القرآن الكريم؟) وجميع ثانويات التعليم العام تقبع تحت مظلة واحدة وسياسة واحدة هي وزارة التعليم. هل هناك تجربة منهجية تنفرد بها مدارس تحفيظ القرآن الكريم؟ أم أن القرآن الكريم كلام الله هو سبب تهذيب العقل والسلوك حتى أخذ طالب ثانوية تحفيظ القرآن الكريم إلى منهج متميز، جعل إثراء المعرفة والاستنباط ثروة حقيقية وهبها الله لحامل القرآن الكريم في قلبه، وتدبر كلام الله جعل للطالب استثناء روحيا وعقليا لا يجده طالب المدارس الأخرى؟
لكل منصف أضع خيار الإجابة عن هذا السؤال الكبير بعيدا عن أي تصنيفات أو تمايل للضد. هنا أتحدث من العقل للعقل لعل في ثنايا الإجابة عمقا يحصده كل طلابنا!
الواقع العلمي الذي وضعه اختبار قياس لا أظنه محض صدفة أو انتقاء مؤدلجا لصالح فئة تخصصية معينة دون أخرى، إنما هو شاهد كبير وضع عشر ثانويات لتحفيظ القرآن الكريم تتوالى في الترتيب من الأول إلى العاشر، دون اختراق الترتيب أي ثانوية أخرى غير ثانويات مماثلة في تحفيظ القرآن الكريم.
هنا نجد تجربة التميز تأخذ عشر ثانويات من ذات مسار تحفيظ القرآن الكريم، واقعا متميزا يظهر للجميع، ودور الإنصاف الإعلامي بنزاهة المهنة يجده مادة إعلامية تستحق الظهور بالتحقيق والاستطلاع وإشباع جوانب الهم التعليمي، والأخذ بيد المبادرات المميزة التي طبقتها مدارس تحفيظ القرآن الكريم لتطبق في كافة ثانويات التعليم العام بمساراتها المختلفة.