عبدالقادر الغامدي

الرياضة الجماعية ككرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة والرقبي وغيرها، تعتمد على كل فرد في المجموعة، ولهذا تكون روح الفريق مطلبا أساسيا فيها، وإن لم تسد روح الفريق فلن يستطيع أي فريق مهما كانت قوة أعضائه التغلب أو حتى مجاراة الفريق الخصم. واللعب الجماعي وأسلوب روح الفريق لا يقتصران على الفرق الكبيرة والمحترفة، بل حتى فرق الحواري وفرق المدارس بمراحلها الدنيا والعليا يجب أن يتحلى أفرادها بهذه الصفة الحميدة والمطلوبة، ومن لا يتحلى بهذه الصفة ينعت بالأنانية، ويتجنب الأعضاء الآخرون للفريق التعاون معه، والمقصود بالتعاون هنا هو تمرير الكرات له، لعلمهم بأن الفريق لن يستفيد منه، لأنه قدم مصلحته الشخصية على مصلحة الفريق، ويسعى لخلق أمجاد شخصية لنفسه فقط.
ويعود السبب في انتشار الأنانية عند اللاعبين إلى عاملين مهمين، الأول إمّا لأن اللاعب نفسه أناني بطبعه وهذا ضرره قليل وبالإمكان تخطي هذه المعضلة، وذلك بنصحه عن طريق الجهازين الفني والإداري أو بإبعاده عن المشاركات الرسمية للفريق. الثاني وهذا خطير جدا على اللاعبين بصفة خاصة وعلى الفريق بشكل عام، وهو أن تكون إدارة الفريق نفسها هي السبب في انتشار الأنانية عند اللاعبين، وذلك نتيجة للسياسة الخاطئة التي تتبعها معهم. ويكون ذلك بجعل لاعب معين مقربا من الإدارة وله حظوة ومعاملة خاصة ويستأثر وحده بالإطراء والمديح والهدايا والدعوات لحفلات خاصة وما شابه ذلك. مثال ذلك ما قام به أحد أعضاء الشرف في نادي الاتحاد عندما أهدى لاعبا واحدا دونا عن الآخرين وهو اللاعب محمود كهربا سيارة فارهة من طراز بنتلي كمكافأة خاصة بعد إحرازه هدف الفوز في المباراة النهائية بين نادي الاتحاد ونادي النصر على كأس ولي العهد.
سؤال لذلك العضو الشرفي: هل كانت المباراة بين كهربا ونادي النصر أم بين نادي الاتحاد بجميع لاعبيه ونادي النصر؟ وهل ساهم كهربا وحده في إحراز الهدف أم أن الهدف جاء نتيجة تناول الكرة بين أرجل عدة لاعبين إلى أن وصلت إلى رجل كهربا وسددها في المرمى؟ وهل الفضل للفوز بنتيجة واحد صفر في مرمى الخصم والحفاظ على شباك الفريق نظيفة من دخول الأهداف يعود للاعب كهربا أم للاعبين جميعا، ابتداء من حارس المرمى، مرورا بالدفاع والوسط والأظهرة والهجوم.
قليلا من الحكمة يا رؤساء الأندية ولا تفسدوا لاعبيكم بتقريب واحد أو اثنين منهم وتجاهل الآخرين. العدل والمساواة مطلوبة بين اللاعبين، لكي لا يشعروا بالتفرقة في المعاملة، ولكي لا يجتهد كل واحد منهم في الملعب بأنانية وانفرادية لكي ينال الحظوة أو ربما لكي لا ينال لاعب آخر الحظوة والهدايا على حسابه.