أبها: الوطن

الاعتماد على التراث الواحد ضمان لتجنب الاقتتال المذهبي

كيف يمكن للتكامل الثقافي تعزيز ثقافة المواطنة والانفتاح والتسامح وقبول الآخر في المجتمعات العربية؟ سؤال طرحته مؤسسة الفكر العربي وجامعة الدول العربية على عدد من المجالس والمؤسسات الثقافية العربية، فحصلت على إجابات وأفكار يمكن أن تحدث تحولا إيجابيا في الثقافة العربية لو نفذت، فماذا قال:

 المركز الثقافي الملكي - الأردن
من الممكن للعرب أن يتكاملوا، على مواجهة الصعوبات، وإلحاح المتغيرات، وارتداد العصبيات إلى جذورها، معتمدين على التراث الواحد، والهمة العالية في استقرار الشعوب، وتجنيبها ويلات الاقتتال و(التمذهب) الحاد، تدفعهم نحو هذا التكامل عوامل اللغة الواحدة، والدين السمح الحقيقي المعتدل، والرسالة الإنسانية التي تضطلع بها دولنا العربية التي تأسست على الإيمان بالتنوع: العرقي، والديني، والتراثي، والثقافي بعامة؛ فللثقافة تعريفات ومفاهيم عدة تشمل: العادات، واللغة، وطرق التفكير، وأساليب العيش، بل والنظرة تجاه الآخر في التعاطي معه، أو قبوله، أو إقصائه؛ مما يتطلب منا- على مستوى البيوت الداخلية العربية- أن ننصف الأجندة الثقافية، ونضعها على سلم الأولويات، بما يستلزمه ذلك من مَنْح وزارات الثقافة العربية شيئًا من السيادة في الإجراء، بوصفها وزارات ترعى الثقافة الرسمية، وتوجه الفعل الثقافي المجتمعي، أو تتغلغل فيه لتصحيح ما يمكن أن يشكل اختراقًا للثقافة الوطنية الإنسانية في حالات متطرفة تؤمن بتسيد الفكرة وتمثُلها من دون غيرها، وجعلها (أحاديةً) لا يمكن تصور سواها، وهو ما يؤدي إلى الانطواء بدلًا من التكامل بالحوار والمستخلص الفكري الإنساني.
 

 البرامج المشتركة
من الوسائل الناجعة المهمة في تكريس حالة التكامل الثقافي والرؤية المشتركة هي المهرجانات، وتبادل الفرق الفولكلورية، والعروض الموسيقية في خلالها ثقافياً؛ إذْ تعد هذه الفرق والعروض إضافةً إلى الشعر، والندوات الثقافية عاملاً رئيساً في بث القيمة الثقافية، ولا سيما أن الشعر يحمل الفكر، والفن يحمل التنوع الثقافي، ويشجع على الطيف المتكامل، فتتسابق الدول إلى إظهار ما تكتنزه من إمكانات ثقافية، وفنية تراثية تؤكد احترام الدول لرعاياها، وعدم التفرقة بينها، واعتماد التنوع الثقافي، أو التعدد الثقافي مشروعا مهما شجعت عليه اليونسكو، ووُقِعت لحمايته وصونه اتفاقيات مع الدول العربية من وزارات الثقافة هناك. وما ينطبق على الشعر، والغناء، والتراث المادي وغير المادي ينسحب على عناصر الفن كافة في الموسيقى، والمسرح، والتشكيل، والمفردات الحضارية التي تؤكد احترام الثقافة، والانطلاق إلى العالم من أرضية ثقافية صلبة تدفع الآخر إلى الاشتراك في دفع المحن والمصائب التي يعانيها الجميع.
 

 في الجانب العربي - العربي
01 تعظيم المنتج الثقافي في البلاد العربية كافة، وتوفير الوسائل
المجدية لترويجه، وهو ما يشكل أرضية مشتركة للتعاون العربي- العربي
في المجال الثقافي، خصوصاً عندما نستلهم ونوظِف التجارب المحلية
في تحقيق الهدف العربي العام.

 

02 عندما تقام في أي من البلدان العربية نشاطات ثقافية على الإعلام
العربي عبر قنواته الفضائية، ووكالات الأنباء تحديدا أن يبادر بالتركيز عليه كأنه نشاط محلي يخصه، وضمن مسؤولياته وبخاصة النشاطات المتعلِقة بزيارة الوفود الإعلامية، والثقافية، والإبداعية، والمؤتمرات، والمهرجانات الفنية والثقافية.
 

03 التركيز على عمليات إحياء المواقع التراثية وتقديمها وتسويقها تسويقا
حداثيا حضاريا، وإحياء النص التراثي المسرحي والغنائي، أو الديني.
 

على الصعيد العالمي
01 السفارات العربية في الخارج والجهود الدبلوماسية التي يبذلها الزعماء العرب، ووزراء الخارجية يمكن أن تُوظفها الإدارات الإعلامية سواء أكانت فردية محلية أم في نطاقها العربي، وأن تتعامل وسائل الإعلام المحلية معها بوصفها نشاطا خاصا بها خصوصا القنوات الفضائية
العربية، ومنها من يبث بلغات متعددة.
 

02  تنشيط التبادل المعرفي والإعلامي الثقافي بين الإعلام العربي
والإعلام الدولي عبر ندوات وبرامج مشتركة.
 

03
استثمار الأصوات الإعلامية والثقافية التي تقف موقفا إيجابيا مع العرب والمسلمين، وتكثيف الحوار والاتصال معها، وبث برامج خاصة تسهم في تغيير الصورة النمطية عن العرب والإسلام.
 

04 الفضائيات العربية يمكنها توسيع نشاطاتها الخاصة بترويج الأنشطة الثقافية في الأسواق العالمية، وزيادة وتنويع البث الأجنبي لديها.

05 
إذا كانت المجتمعات العربية مظلومة في الإعلام الثقافي الأجنبي؛ يجب التظلم من الإعلام العربي الذي يجب عليه أن يغير من أدواته
الإعلامية.