دعونا ننظر إلى المشهد ونقرؤه في صورته الكُليّة، ونتأمل هذا الوطن العربي الكبير، وهو يئن تحت وطأة الاقتتال والتطاحن والتشرذم، وحروب لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد.
دعونا فقط، نغمض أعيننا ونحاول قراءة وطننا العربي، في راهنه الحزين والمُحزن، ونتأمل هذا الكُلّ الذي ليس كُلا، بعد أن ضربته المصالح السياسية الخاصة في عمقه، ولعبت به رياح الأيديولوجيات والتحزّب، وطعنته التمذهبات والعصبيات في خاصرة الحلم العربي الكبير والواحد.
قبل عشرة أيام، كان هناك ثقب ضوء صغير من كل جدار العتمة البغيض الذي يلفّ عالمنا العربي في أيامه الأخيرة المريرة، وكان علينا أن نغمض ذات العينين ونفتحها، لنرى مشهدا جميلا في هذا المسرح العربي القبيح.
عادت فلسطين الحلم، لترفع أُصبعيّ النصر من جديد، بعد أن رفعتهما قبل عام في تظاهرة فنية كبيرة عندما حقق الشاب الفلسطيني محمد عساف لقب برنامج المسابقات الشهير (أرب آيدول)، وهذا العام وقف أيضا ابن فلسطين الآخر، طالب هندسة الديكور البسيط يعقوب شاهين، ليرفع لفلسطين ذات الأُصبعين، في ذات المسابقة.
شخصيا فرحت لفلسطين، مثل ملايين الناس التي كانت تحبس أنفاسها لسماع اسم الفائز، ولكنني وأولئك الملايين، قد لا نكون فرحنا من أجل فوز فنان في مسابقة، بقدر ما هو فرحنا بشيء جميل ولامع وسط ركام هذا الوطن العربي المتناحر، ويخص فلسطين، الاسم والتاريخ والوجع.