ليس أسهل على إعلامي كروي سعودي من إبداء الرأي القانوني حتى لو لم يكلف نفسه عناء الاطلاع على النظام أو اللائحة، فضلا عن الفهم والاستيعاب.
 يحدث هذا رغم سهولة التحضير للرأي، سواء من المعد أو المذيع أو الضيف، إذ كل ما عليه الاطلاع على القرار الصادر بالموضوع وكتابة أرقام المواد الواردة به، ومن ثم الرجوع إلى نص هذه المواد والاطلاع عليه، بل وعرضه في البرنامج.
 إنه لأمر مخجل بحق الإعلام الرياضي السعودي أن تجد مذيعا معه ضيفان أو ثلاثة أو أربعة وخلفهم معد أو أكثر وكلهم آخر من يعلم، ومع ذلك يمضون أكثر من ساعة وهم يتحدثون بالقانون، وقرارات لجنة الانضباط بشأن أحداث كلاسيكو الاتحاد والهلال أقرب مثال.
 لو كلّف أحدهم نفسه عناء الاطلاع على المادة 47 من لائحة الانضباط لما سخر من إيقاف فهد المولد، وجزم بعدم قانونيته، وكذلك المادة 54 المطبقة على نواف العابد.
 حتى هذه اللحظة لا يعرف معظم الإعلاميين الكرويين السعوديين متى يحق للجنة الانضباط أن تتدخل رغم وجود قرار الحكم، ويصرون بجهل لا يحسدون عليه، على عدم تدخلها في أي حالة يلحظها الحكم.
 هذا غير صحيح، فالمخالفات التي تضيف فيها لجنة الانضباط عقوبات على عقوبة الحكم محددة في لائحة الانضباط ومنها ما ورد في المادة 47.
عقوبة من يرتكب مخالفة لم يلحظها الحكم:
 1/1/47: إيقاف مباراة واحدة للعب العنيف، وخاصة في حال استعمال العنف المفرط، ثم جاء بالفقرة 4/1/47: «في حال لاحظ الحكم هذه المخالفة وزوّد الاتحاد بتقرير مفصل عنها فيحق للجنة تطبيق العقوبة الواردة في هذه المادة، بالإضافة إلى الإيقاف التلقائي»، وهذا يعني أن الحكم قد يرى أن عقوبة الطرد غير كافية فيُفصّل سبب الطرد بتقريره وكأنه يطلب من اللجنة توقيع عقوبة إضافية على اللاعب الذي طرده، بسبب العنف المفرط، وهو ما فعله مع فهد المولد، فأضافت اللجنة مباراة أخرى.
مع نواف العابد طبقت اللجنة المادة 54 الخاصة باستثارة الجماهير، حيث إنه لم يقرن استثارته بإساءة، كما فعل ضاري العنزي، فكانت عقوبته أشد وفق صلاحية رئيس اللجنة، لأنه جمع بين الاستثارة والحركة المسيئة «مادة 86».
 اقرأ قبل أن تتكلم أو قل: لا أعلم!