أبها: الوطن

كشفت تقارير أن مرض «لايم» بدأ ينتشر في الولايات المتحدة الأميركية بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، وهو من الأمراض التي تنتقل عبر حشرة القراد، حيث سجلت الجهات الصحية هناك 10 أمراض جديدة على الأقل تنتقل بواسطة القراد في الـ50 عاما الماضية.

قصة مريض
موقع الراديو الوطني الأميركي (npr) نقل قصة تاكر لين (24 عاما) الذي تذكر كيف لدغه زوج من القراد، وكيف لم يفكر في الأمر كثيرا، ولكن بعد 3 أشهر تغير الأمر تماما، حيث بدأ يشعر بالصداع المؤلم وهو يهاجم رأسه كل يوم.
يقول تاكر لين «حاولت تناول دواء الآيبوبروفين، لكن في تلك الليلة كان الصداع أشد سوءا، كنت أتعرق وأشعر بالبرد، ومُصاب بالرجفان».
بدأ تاكر يتقيأ ومن ثم أُصيب بحرارة عالية، وكذلك ازدواج في الرؤية، وبعد زيارتين للأطباء وعدم تحسن حالته، اتصلت أمه بالإسعاف ثم أجريت له فحوصات طبية في المستشفى، ويتبين من خلالها وجود تورم في الدماغ، وكان يفقد وعيه بسرعة.
هنا قرر الأطباء نقل المريض إلى مستشفى بريجهام في بوسطن، وبعد مرور 48 ساعة دخل لين في غيبوبة.
تبين في نهاية الأمر، أن المريض كان مصابا بداء لايم المخيف، وأنه يتوجب عليه الخضوع للعلاج المركز وإلا فقد حياته.

أمراض جديدة
خلال الـ60 عاما الماضية ارتفع عدد الأمراض الجديدة التي تظهر في العقد الواحد بحوالي أربعة أضعاف، كما أن عدد الأمراض المتفشية سنويا قد زاد لأكثر من ثلاثة أضعاف منذ 1980. والولايات المتحدة ليست مستثناة من ذلك.
تقول عالمة البيئة فيليسيا كيسينج في كلية «براد» بنيويورك «كلما بحثنا أكثر كلما اكتشفنا المزيد، يوجد داء البابسيات والبكتيريا المرتبطة بداء لايم، وهي تتسبب في ظهور أعراض مشابهة».
كما يوجد هناك فيروس آخر اسمه «هارتلاند» ويسبب مرضا يشبه داء لايم، وفيروس بوربون ــ الذي يعتقد أنه ينتشر عن طريق القراد، ولكن لم يثبت ذلك بعد. في جنوب أميركا يوجد مرض طفح جلدي مرتبط بالقراد، أما في الغرب فيوجد نوع جديد من الحمى المبقعة. وفي مناطق كبيرة من الدولة يوجد مرض يُسمى بداء «إيرليخ». وأضافت «معظم هذه الأمراض نادرة، لكن أحدها بالذات مثير للقلق».

ضرر عصبي دائم
يقول عالم البيئة ريك أوستفيلد «تقوم حشرات القراد في بعض الأحيان بحمل فيروس مميت يسمى بفيروس بواسون» الذي اكتشف عام 1958، وبات منتشرا في الولايات المتحدة. وأضاف أن أميركا سجلت أرقاما قياسية لسبعة حالات سنويا على الساحل الشرقي وفي الجزء العلوي من المنطقة الوسطى الغربية، الأمر الذي يجعل من فيروس بواسون خطير جدا، إذ إنه يهاجم الدماغ بحيث يجعله ينتفخ ويتورم. وفي 10% من الحالات فإن هذا الفيروس مميت، وإذا شفي المريض منه فإنه معرض لاحتمالية قدرها 50% بأن يصاب بضرر عصبي دائم.
بعد بضعة أيام فقط من شعوره بالصداع تم نقله إلى العناية المركزة. وبعد دخوله في غيبوبة، شفي لين من المرض وبدأ يتحسن ويتنفس دون أجهزة، وبدأ يتعرف على الناس من حوله، وبعد أسبوعين خرج من المستشفى.