الكيانات الكبيرة لا تعتبر بالنسبة إلى جماهيرها فرق كرة قدم فحسب، بل هي وطن يتفيئون ظلاله الوارفة ويعشقونه حد الثمالة.
كيف لا وهم يعيشون أدق تفاصيله صباح مساء، كيف لا وهم يقتطعون من قوت أبنائهم كي يدفعوا قيمة تذاكر مبارياته ليتسنى لهم رؤية معشوقهم الأبدي، كيف لا وحالتهم النفسية تتحكم فيها مستويات فريقهم سواء بالإيجاب أو السلب، لكن للأسف الشديد أن بعض منسوبي الأندية لا يعرفون قيمة جماهيرية أنديتهم، بل إنهم لا يقدرون حالة الحنق التي يصل إليها الجمهور العاشق لناديه في حالات الإخفاق، فتجدهم لا يبالون بردات فعل ذلك المدرج تارة، أو لا تجدهم يؤمنون بقيمة وثقل ذلك المدرج الهادر تارة أخرى، فما يحدث هذه الأيام من فجوة كبيرة بين إدارة وجمهور الملكي أمر لا يليق إطلاقا، فهناك مدرج يتألم لما وصل له حال فريقه البطل، لذي كانوا يعولون عليه كثيرا أن يواصل حصد الألقاب والبطولات، لذا من حق سكان المدرج العاشق نقد العمل في ناديهم عطفا على سوء نتائج الفريق وتذبذب مستوياته.
 في المقابل كنا ننتظر من الإدارة تقديم الاعتذار للمدرج على سوء النتائج، وبدء العمل فورا على تصحيحها وإعادة وهج الفريق بدلا من وصف العاشقين بالمندسين، فهذا وصف لا يليق بمدرج يعي القاصي والداني تماما دوره الكبير في مسيرة الأهلي طوال تاريخه، فهؤلاء هم الصادقون في مشاعرهم تجاه الكيان، وهم الأكثر التصاقا به، فإما أن يبذل الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، أو احترام تضحياتهم ووقفاتهم مع الكيان على أقل تقدير.