بيروت: مروان الشمالي

بعد أيام قليلة من نشر شبكة «CNN» تقاريرها التي فضحت بيئة حزب الله المتاجرة بالمخدرات، ظهر من يلقب بـ«لورد تجارة المخدرات» في لبنان، المدعو علي نصري شمص، ليعلن تحديه للسلطات بسلاحه، وأقر في مقابلة أجرتها معه شبكة «BBC» البريطانية، بأنه يصدر المخدرات إلى أميركا وأوروبا. ويعد شمص أحد كبار تجار المخدرات الذين يحميهم حزب الله، ويستفيد من تجارتهم، ويسير على خطى زميله، نوح زعيتر، الذي أعلن في وقت سابق افتخاره بامتلاك السلاح وولائه للحزب اللبناني.
وذكرت الشبكة أنّ قصر شمص الكائن في البقاع اللبناني، حيث يهيمن حزب الله بسلاحه وتحريضه الطائفي، يفوق بضخامته أي منزل آخر في المنطقة بعشر مرات، لافتة إلى أن شمص يتحدى النظام والقانون، وأنه دائما ما يردد بأنه لا أحد يستطيع محاسبته.

إقطاعية البقاع
قالت الشبكة إن البقاع، خصوصا شماله، في محيط بعلبك والهرمل، الذي بات منذ وصول أفراد الحرس الثوري الإيراني عام 1983، يمثل إقطاعية لحزب الله، وتحت إشرافه يمتهن المئات من أبناء المنطقة زراعة الحشيش والمواد المخدرة التي يتولى التجار المقربون من الحزب مهمة بيعها. ونقلت الشبكة عن شمص، وهو أب لحوالي 17 ابنا، اعترافه بامتلاك أسلحة البازوكا، وقذائف آر بي جي، وأن شعاره «اقتناء السلاح قبل لقمة العيش»، مشيرة إلى أن دخل شمص من المخدرات يصل إلى مليون ونصف المليون دولار سنويا، مبينة أنه يهرب المخدرات إلى أوروبا عبر سماسرة يتلقون الرشاوى.


70 مذكرة توقيف
أعادت قصة شمص إلى الأذهان قصة أحد كبار تجار المخدرات في لبنان، ويدعى نوح زعيتر، الذي ظهر في سورية برفقة عناصر حزب الله، في منطقة القلمون بريف دمشق، مجاهراً بولائه لحزب الله، وأنه كذلك يتاجر بالحشيش. وكان زعيتر قد صدرت ضده أكثر من 70 مذكرة توقيف، تتدرج من تجارة المخدرات، إلى التعاطي، وسرقة السيارات، والتعدي على قوى الأمن وغيرها، إلا أنه مع شمص يتابعان نشاطهما في زراعة وإنتاج وتجارة المخدرات.