من المتوقع أن يُقرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأيام المقبلة، ما إذا كان ينبغي إرسال الآلاف من القوات المقاتلة إلى سورية لمهاجمة «تنظيم داعش». فقبل شهر تقريبا، طلب ترمب من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) وضع خيارات بشأن «تسريع» هزيمة داعش. وإذا كان ترمب يسعى إلى إرسال عدد كبير من الجنود الأميركيين على الأرض في سورية، فيجب عليه أولا، كقائد عام، الحصول على موافقة الكونجرس الذي تعود إليه السلطة الدستورية لشن الحرب.
وعلى مدى عقود من الزمان، بدءا من الحرب الباردة وحتى وقت لاحق بعد هجمات 11 سبتمبر، شغل الكونجرس حيزا كبيرا من المسؤولية لتحديد استخدام العنف باسم الشعب الأميركي. ولقد حدد الرؤساء السابقون، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، نطاقا واسعا للسلطة التنفيذية لإجراء عمليات عسكرية في عدد من البلدان. وفي تلك الحالة ينبغي أن تضع السياسة الديمقراطية معايير واضحة تحدد كيفية استعمال العنف رسميا، لا سيما مع تغيير نهج التهديدات وتطور الأسلحة.
من ناحية أخرى، المفروض محاسبة أعضاء الكونجرس وليس فقط الرئيس، على ما تترتب عليه الحرب من تأثيرات. ويعتمد تحقيق وحفظ السلام على التصرف بحكمة جماعية لمعرفة متى تُمنع الحرب وأي نوع من الحروب يُمكن شنها. وإذا أراد ترمب إرسال جنود إلى القتال، فالآن قد جاء الوقت المناسب لتحديد ذلك بتلك الحكمة الجماعية.
هناك قلة من الأميركيين الذين لا يوافقون على هدف هزيمة تنظيم داعش أو الميليشيات المتشددة ذات الصلة المنتشرة في أنحاء العالم. ولكن لدى المواطنين أيضا رأي، من خلال إجماع الكونجرس حول وسائل وأساليب الحرب ونطاق زمنها وجغرافيتها. وينبغي على الكونجرس أن يركز أيضا على طرق غير عسكرية للمساعدة في إنهاء تهديدات الإرهاب، مثل العمل مع المسلمين المعتدلين لمنع شبابهم من التطرف وحثهم على اتباع تعاليم الإسلام السلمية.
دونالد ترمب هو الآن الرئيس الثالث الذي يمكنه الاعتماد على ترخيص أقره الكونجرس في عام 2001 إلى شن الحرب على «تنظيم القاعدة» والميليشيات المرتبطة به، لكن تلك سلطة انتهت فاعليتها. فإذا كان ترمب يخطط لإرسال قوات على الأرض في سورية لمهاجمة داعش مباشرة، فإنه يحتاج أن يتّبع ما فعله وزير دفاعه الجنرال المتقاعد بسلاح البحرية جيمس ماتيس، حيث قال في «مدونته» في عام 2015 إن هناك حاجة إلى ترخيص جديد يسمح بشن الحرب بدعم من أغلبية الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ، كمسلك يُثبت الوحدة الأساسية لبلادنا وتمكين التزام أوسع نطاقا للتعامل بحزم مع تهديد حقيقي ومتزايد.
إن التاريخ الحديث لدور الولايات المتحدة في الصراعات المضطربة في بلاد مثل العراق واليمن، وليبيا، يدعو لاستعادة المساءلة الكاملة في صنع الحرب. ومع رئيس جديد يسعى لعمل عسكري جديد، يمكن للكونجرس أن يظهر مرة أخرى القيادة السليمة في استخدام القوة بحكمة. 

صحيفة كريستيان سيانس مونيتور