حتى وإن اعتبر البعض بادرة بعض مطاراتنا في التفاعل مع الأشقاء الكويتيين في يومهم الوطني، هي من باب الشكليات التي لا تعني المسافر شيئا قدر اهتمامه بالخدمات التي تقدمها تلك المطارات؛ إلا أنها -هذه المبادرات- تعني أن مطاراتنا أصبحت تنبض بالحيوية والحياة، وأصبحت صديقة للناس، وأقل وحشة وتوحشا!
«أنسنة المطارات» عمل مهم. المطارات ليست بوابات مغادرة وقدوم. المطارات جهة خامسة للمدن!، بل هي كالمدن. بعض المدن مؤنسة، بعضها موحشة، بعضها مريح وجاذب، وبعضها مدن أشباح!
ظالمٌ لنفسه الذي يزعم أن مطاراتنا لم تتحسن بشكل ملحوظ ومتسارع خلال السنة الأخيرة. بين الأمس واليوم هناك تغير ملحوظ في مطاراتنا. كنت من الذين ينتقدونها سابقا، أتحدث عنها اليوم بارتياح لأنها «بدأت» تتغير نحو الأفضل.
كنا نعتقد أن التغيير بحاجة لتكلفة، اكتشفنا أنه بحاجة لإرادة وعزم قبل كل شيء.
هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا. الطموحات أكبر! 
خذ لديك: ضرورة معالجة الاستثمارات الموجودة في مطاراتنا، والتي قد تؤثر بشكل غير مباشر على انطباع المسافر!. حينما تلسع أسعار الخدمات التسويقية الموجودة يد المسافر، سينسى كل ما حوله ويتذكر الأسعار!
وحينما -وهذه نقطة أهم- يريد السائح استئجار سيارة، فيكتشف أن عليه السير خارج المطار مسافات طويلة تحت المطر أو الشمس، فقط لأن شركات السيارات لم تلتزم بالتعليمات فتمت معاقبتها وإبعادها؛ فالذي يعاني هو المسافر، وسينسى كل شيء رآه خلفه ويتذكر هذه «المرمطة»!
وهناك ملاحظات أخرى لا تقل أهمية، لكنها لن تمنعنا من قول: شكرا للهيئة العامة للطيران المدني، والمهم ألا نتوقف عند الخطوة الأولى.