تصدرت حارتي ولله الحمد والشكر كل أحياء الوطن بأكمله في عناوين الأمطار، واستأثرت منها بالنصيب الأوفر.
ارتفع سقف أحلام هذا (المنسك) إلى سقف عالمي، وهي تحلم اليوم أن تصل إلى (CNN) و(BBC) مع أول عاصفة مطرية في الأيام المقبلة.
نقطة الضوء والجمال بالنسبة لي شخصياً تكمن في لمبتين: الأولى أنها تعزيز لمصداقية كل ما كتبته سابقاً، ومنذ أكثر من عقد عن هذه (الجمهورية الشعبية)، فلم يأخذ الأمناء على تتابعهم حرفاً واحداً على محمل الجد حتى جادت السماء بنشر الفضيحة.
والثانية أنني أتلذذ اليوم بشهرة هذا الحي وانطلاقه على كل لسان وزرار إلكتروني، تبعاً لأنني أحد سكانه، وأحيانا كما يقول الجيران سبب نكبته وإهماله، عطفاً على علاقتي المضطربة مع أمين الطفرة السابق.
تقول الأخبار شبه المؤكدة إن اثنين من أصحاب المعالي الوزراء يتواجدان اليوم (الأمس) في قلب الحارة، ومما يؤكد صحة هذه الأخبار هدير المعدات الصاخب طوال ليلة ما قبل الأمس، وعلى بعد 163 متراً من سرير نومي بالضبط، وهي تزيل آخر معالم السحب وغربلة المطر.
بالنسبة لي أيضاً، زيارة الوزير، أي وزير كان، لأي مكان، هي تكتيك وقتي لم يعد ينطلي على أحد، هو لم يدخل إلى عبارة الموت تحت الدوار في وسط الحي، ولن يعرف أيضا تاريخ الشعاب التي تحولت إلى شوارع رسمية، سيقولون له إن المواطن هو السبب، وسيضيع دم طفلها (نواف الأحمري) بين قبائل التهم المتبادلة، وربما، وخذوها على تنبؤاتي، سيذهب مدير عام كبش فداء على طريقة (وين أذنك يا حبشي)، وكل ما أخشاه أن معالي الوزير لن يلحظ أن الحارة التي تمثل ثلث مساحة المدينة لا يوجد بها رصيف مكتمل، ولا بلاطة واحدة.
لن يعرف على الإطلاق أن بناء عبارة الموت الصغيرة استغرق عامين بدلاً من أسبوعين، وكل الخوف أن تأخذنا ثلاثة أعوام أخرى لإنهاء الدور الثاني من هذه العبارة.
وبودي يا صاحب المعالي أن تسأل السؤال الأخير البسيط: كم هو حجم التعويضات المليارية التي  صرفتها الأمانة على نزع الملكيات في السنوات الست الأخيرة؟ ثم تردفه بالسؤال الصاعق المخيف: ما هي؟ وأين هي؟ المشاريع التي قامت جراء هذه التعويضات الهائلة؟ ولماذا صرفت هذه التعويضات دون وجود للمشاريع المفترض أن تقام على أطلال نزع الملكية؟ هنا سيصل معاليكم إلى رأس الخيط من أم الكوارث وأصلها، إن كان معاليكم بالفعل يريد الوصول إلى قلب الحقيقة.
نحن لا نريد أن يقول الناس إن الوزير قد وقف فوق عبارة نستطيع نحن تغييرها بــ(القَطةَ) من الجيران، نريدك أن تقف على الأسئلة الساخنة المهمة.