«الإنسان لم يخلق إلا للعبادة وعمارة الكون»، شعار أطلقه عبدالله محمد الحصين قبل 60 عاما، عبر رحلة الحياة في العمل الخيري الاجتماعي والتطوعي، توجه الفائز الأول بجائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي بالمملكة لفرع الأفراد المتميزين في دورتها الرابعة 2017.
60 عاما
قبل 60 عاما من العمل التطوعي والاجتماعي وتحديدا عام 1374 حمل الحصين على عاتقه رحلة مليئة بالتحمل بدأت منذ أن كان عمره 15 عاما، عكس من خلالها منهجا تربويا تدريبيا عن الصبر والتحمل في تقديم الأعمال التطوعية والاجتماعية، والتي انعكست على بلدته المذنب في منطقة القصيم، والتي تعلم بها مبادئ القراءة والكتابة والحساب، حتى أصبح بعد ذلك أحد رواد التعليم وأحد مؤسسي التعليم النظامي في بلدته.
وبدأ الحصين عمله الاجتماعي عام 1375، ولمدة زادت على 62 عاما، وما زال يواصل عمله المساهم بتنمية المجتمع، وظل داعما للعمل الاجتماعي بجهده وماله ووقته والذي انعكس على خدمة مجتمعه ومن حوله وبقي حتى هذا اللحظة قائما بالعديد من الأعمال الخيرية، وواجهة لها والتي أسهمت بتنمية مجتمعه الذي انتفع منه والذي يصل تعداده إلى نحو 44 ألف مواطن ومواطنة، وتحولت تلك الأعمال التي قدمها للمجتمع لتصبح مساهمة في تحويل المجتمع إلى محب للعمل الاجتماعي بشكل مستمر.
العمل المبكر
في عمر مبكر كلفه أمير المذنب خلال تلك الفترة بالعمل مشرفا وموزعا للمياه في مدينة المذنب وعلى سكانها، حيث بقي يوزع المياه التي تجلب عن طريق الصهاريج إلى المذنب من مدينة بريدة، خلال تلك الفترة لمده عامين وبلا مقابل، حيث انتهى عمله بعد تبرع أحد المواطنين ببئر إرتوازية في المدينة، وخروج المياه فيها.
وعُرف الحصين بحرصه على طلب العلم وتعلمه وتعليمه، وأسهم بعد تعيينه في تأسيس التعليم النظامي في المذنب بمدرسة حمزة بن عبدالمطلب عام 1384، حيث كلفته وزارة المعارف آنذاك بإدارتها واستمر بها حتى تقاعده عام 1415، وبعد تقاعده لم يتوقف دعمه لأهل العلم والتعليم، وواصل دعمه للبرامج التعليمية والمناشط التربوية التي تقيمها إدارة التعليم من معارض، ودعمه المتواصل للطلاب والطالبات في احتفالاتهم ومشاركاتهم داخل وخارج منطقة القصيم، كان آخرها تشجيعه ودعمه لمشاركة 150 طالبة في معرض الثقافة والفنون ومشاركتهن في الجنادرية 30، وواصل دعمه لقطاع التعليم، حيث قام خلال عام 1430 بالتبرع بأرض تم شراؤها ليبنى عليها مشروع المدرسة الحكومية التي أسسها عام 1384.
الجمعيات الخيرية
أسهم الحصين في تأسيس نظام جديد عام 1382 لجمع وتوزيع الزكاة على المحتاجين وبلا مقابل، وبدأ عمله على جمع وتوزيع الزكوات مسجلا، وبأوراق حفظها لديه في مكتبته بمئات الدفاتر قيد فيها الكثير من أعماله التي قام بها في توزيع وحث المجتمع على العمل الخيري والاجتماعي للزكاة، ومدى الخير بذلك العمل حتى توقف عام 1410، لتنتقل بعد ذلك إلى التنظيم الجديد في مصلحة الزكاة والدخل. وواصل عمله الاجتماعي طوال تلك السنوات لينتقل بالبحث والتفكير بعد إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية بالعمل النظامي على إنشاء الجمعيات الخيرية، حيث عمل على المساهمة في تأسيس جمعية البر الخيرية، وعمل بها عضوا لمجلس الإدارة لمدة 30 عاما، وأثناء تلك السنوات قام بالمساهمة في إنشاء جمعية تحفيظ القرآن الكريم، وبقي عضوا مؤسسا وعاملا بها، إضافة إلى تأسيس لجنة للزواج والرعاية الأسرية لمساعدة الشباب على الزواج، وأسهم بعد ذلك في تحويلها إلى جمعية خيرية للزواج والرعاية الأسرية، لينتقل بعد ذلك للمساهمة في تأسيس جمعية خيرية للأيتام، وتأسيس جمعية خيرية لرعاية ذوي الإعاقة في المذنب.
إصلاح ذات البين
واصل الحصين عمله الاجتماعي في السماحة بالتعامل وتكوينه قاعدة اجتماعية كبيرة، فكلفته محكمة المذنب منذ 40 عاما، بالعمل على إصلاح ذات البين في القضايا المرتبطة بالاختلافات بين المواطنين، وكذلك القضايا الحقوقية وخلافات التركة بين الورثة، وتكليفه بالعديد من اللجان المرتبطة بالمحكمة العامة لاستخراج الصكوك وإثبات الأملاك وغيرها من الأعمال، وبشكل اجتماعي قدمها بلا مقابل طوال تلك السنوات.
وتبرع ببناء بعض المنشآت الحكومية في عدد من القطاعات، حيث عمل عضوا في المجلس المحلي، وعمل في السعي والمطالبة بفتح وإنشاء العديد من الجهات الحكومية، وتعبيد الطرق، وفتح طريق الملك عبدالله عبر مزرعته الخاصة التي يمتلكها، وكذلك مساهمته بمرور أبراج الكهرباء عبرها، إضافة إلى مساهمته في تأسيس لجنة أصدقاء المرضى في مستشفى المذنب العام، وتأسيس الشركة الزراعية الأهلية، وإيجاد الكهرباء، وإيجاد العديد من المشاريع التنموية في المذنب، وأصبح أنموذجا انعكس على أن منحته العديد من الجهات الحكومية الثقة في العمل الاجتماعي.
الشعر ودعم الجيل
تواجدت لدى الحصين رغبة وهواية الشعر، حيث حول قريحته الشعرية البسيطة لدعم الجيل في كل نجاحاته، وبقي يسطر العديد من الأبيات الشعرية لكل نجاح يحققه أحد أبناء المدينة.
ورغم تقاعده من العمل التربوي، فلا يزال يشارك حاليا بتأسيس عدد من الجمعيات الأخريات مثل جمعية مكافحة التدخين، وجمعية المحافظة على البيئة، وجمعية العناية بالمساجد، ومع ذلك ظل يعيش بسيطا بمنزل متواضع في بيت بناه لوالده عام 1402 في حارة قديمة تسمى بالحوطة، ولم ببناء منزل له ولم يسكن الأحياء الحديثة، وظل يعيش في مزرعة والده الصغيرة، التي ورثها عن أجداده يتوسطها ذلك المنزل المتواضع وبقي العمل الاجتماعي أساسا لمنهجه وأنموذجا احتذاه طوال 60 سنة.
وتحول مجلس الحصين مغرب كل يوم إلى واجهة وملجأ اجتماعي، قائم على البناء والتنمية والمساهمة للمجتمع بشكل متكامل، وظل يردد أن العلم هو أساس بناء المجتمعات الصالحة، ويستذكر تلك المواقف المرتبطة بالمعرفة والعلم وتنمية العقل.
عبدالله بن محمد بن إبراهيم الحصين
- مولود في محافظة المذنب بمنطقة القصيم 1/7/1360
- درس في المدرسة السعودية
- درس في معهد المعلمين عام 1375
- عين معلما في مدرسة حطين عام 1378
- مديرا لمدرسة حمزة بن عبدالمطلب عام 1384
- تقاعد من العمل عام 1415
- عضو المجلس المحلي بالمذنب حتى عام 1430
- مشرف على جمع الزكاة وتوزيعها منذ عام 1382 حتى 1410
- عضو لجنة إصلاح ذات البين منذ عام 1400
- عضو خبرة لمحكمة المذنب منذ عام 1390
- مشرف على توزيع المياه على السكان عام 1375
- شارك في تأسيس الشركة الزراعية بالمذنب عام 1380
- أسهم بتأسيس شركة الكهرباء في المذنب
- عضو مؤسس في جمعية البر الخيرية بالمذنب
- عضو مؤسس في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمذنب
- عضو مؤسس في جمعية الزواج والرعاية الأسرية
- عضو مؤسس في جمعية الأيتام بمحافظة المذنب
- عضو مؤسس في جمعية رعاية ذوي الإعاقة
- عضو مؤسس في لجنة أصدقاء المرضى
- عضو شرف نادي التقدم الرياضي