أبها: الوطن

تزايدت المواجهة العلنية بين الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ووسائل الإعلام الأميركية، فبعد تراشق التهم والتصريحات العدائية خلال الفترة الماضية، أقدم البيت الأبيض على خطوة وصفتها العديد من الدوائر الإعلامية بأنها «غير مسبوقة»، عندما أصدر قرارا بمنع سي إن إن و بي بي سي، ونيويورك تايمز، ولوس أنجلوس تايمز، ونيويورك ديلي نيوز، وديلي ميل، من حضور مؤتمر صحفي، وهو ما دفع عددا من الوسائل الأخرى لمقاطعة حضور المؤتمر، تضامنا مع الوسائل الممنوعة.
ووصفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الصراع المحتدم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووسائل الإعلام ببلاده، بأنها «حرب مفتوحة»، مشيرة إلى أن الرئيس «يريد أن يتخذ الإعلام كبش فداء للتغطية على فشله أمام الأميركيين». وقالت في مقال للكاتب كولبيرت كينج «رغم أن البعض يرى في هجمات الرئيس ترمب ضد وسائل الإعلام مجرد اعتداءات من منطلق استبدادي، لاستغلالها في التغطية الإخبارية لإدارته ولنفسه، لكن الحقيقة أن تلك الحرب الرئاسية على وسائل الإعلام لها حسابات إستراتيجية، وهي ليست حالة عابرة، بل مخطط لها، فكبير مستشاريه، ستيفن بانون، سبق أن وصف وسائل الإعلام أواخر الشهر الماضي بأنها تمثل حزب المعارضة، وسرعان ما أُعجب ترمب بهذا الرأي وتبناه على الفور.

افتعال الخصومة
أضاف كينج «الرئيس يرى في الإعلام الأميركي خصوما خطرين، يقفون بينه وبين ما يريد تحقيقه، وهو يعلم أننا سنشاهد أفعاله وننقلها للعالم دون هوادة، وسنلقي الضوء على الزوايا المظلمة، وأننا لن نستكين أو نرضخ للتهديدات والوعيد، لذلك أراد أن يحط من قيمة عملنا أمام الجمهور. وهدفه الرئيسي هو تشويه سمعة عمل وسائل الإعلام، والانتقاص من قيمة عملها، بحيث يبادر الجمهور إلى رفض تقاريرنا وتحليلاتنا ومقالاتنا، بغض النظر عن الأدلة التي نسوقها».
وتورد الصحيفة مقالا للكاتب روجر كوهين، قال فيه إن تشويه سمعة وسائل الإعلام صار أمرا مألوفا من جانب الرئيس ترمب، وأشار إلى أنه هاجم عددا من وسائل الإعلام في مؤتمره الصحفي الأخير الذي عقده في البيت الأبيض قبل أيام.

نرجسية خاطئة
أوضح كوهين أن ترمب وصف بعض وسائل الإعلام بأنها غير نزيهة، ولا تتحدث من أجل الأمة، ولكن من أجل مصالحها الخاصة، والسبب الرئيسي في ذلك أن لديه أجندة خاصة فيما يتعلق بوسائل الإعلام، ويرى أن أميركا تعاني شرورا لا أحد يراها سواه وأتباعه، وأنه هو القادر على تخليصها منها. ووصف ذلك بأنه «نرجسية في غير محلها». وتهكم الكاتب بالقول إن ترمب محق في حربه ضد وسائل الإعلام «لأنها سرعان ما تكشف عن ضعفه وفشله في مهمته الرئاسية، وإنه لا بد أن تكون وسائل الإعلام كبش الفداء قبل فوات الأوان».