تصرف رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري في زيارته إلى إيران كرجل دولة من الطراز الأول، واضعا كل ما يمكن أن يثار حول الزيارة وراء ظهره، خاصة لما تشكله من حساسية سياسية، تتعلق بارتباطات إيران بجهات لبنانية تثار حولها علامات استفهام فيما يتعلق باغتيال والده.
والزيارة التي ليست الأولى للحريري إلى طهران، حيث سبقتها زيارة قبل 15 عاما رافق خلالها الرئيس رفيق الحريري، ستكون مناسبة تجمع إلى السياسي، والاقتصادي والثقافي والاجتماعي،نظرا لتشعب العلاقات بين البلدين، وإن اختلفت في بعض الأحيان الأهواء.
فكما تعامل الحريري مع زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى بيروت في 13 أكتوبر الماضي باعتباره رئيس دولة تتمتع بثقل إقليمي، وتعامل أيضا مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان كزعيم دولة إقليمية كبرى، ولم يفرق بين البلدين وبين الزيارتين، ستكون مواقفه نفسها كما في بيروت، هي في طهران،اليوم،وفي باريس وأنقرة في المستقبل القريب، من مجمل الملفات التي ستطرح على طاولة البحث.
فالرئيس الشاب الذي يرافقه عدد كبير من الوزراء يمثلون كافة أطياف اللون السياسي اللبناني سيكون صريحا مع المسؤولين الإيرانيين لجهة التمسك بالمحكمة الدولية، وهو قرار أبلغه إلى الرئيس نجاد، كما أبلغه إلى كل من تعاطى في الشؤون اللبنانية، مُصالحا او مُحمسا، لأن قرارات المحكمة خرجت من الإطار اللبناني إلى الإطار الدولي،وإن جل ما سيفعله الحريري هو السعي إلى القفز فوق قراراتها لكي لا تكون لها تداعيات على الساحة الداخلية، عبر تأكيده أن لطهران دورا في المنطقة والجوار، وهي معنية بتوفير الاستقرار في لبنان.