رغم أن التحذيرات الأميركية لإيران في عهد الرئيس دونالد ترمب، ما تزال في إطار التصعيد الدبلوماسي، إلا أن إيران تستشعر خطرا ما في الأجواء.
ولاحظ مراقبون أن طهران لجأت منذ تسلم ترمب مسؤولياته، قبل ثلاثة أسابيع، إلى سلسلة إجراءات، شملت إجراء تجارب صاروخية أثارت غضب الغرب وأميركا، وهددت بـقصف الأعداء بالصواريخ، دون تسميتهم، ثم عادت للقول: إن تلك الصواريخ دفاعية.
كما ركز الإعلام الإيراني على إبراز قدرات الصواريخ الإيرانية التي في يد الحوثيين من نوع زلزال2 وبركان2، وهي التي استخدمت في محاولة استهداف مكة المكرمة.
وكذلك عقدت القيادة الإيرانية سلسلة اجتماعات؛ بينها اجتماع خامنئي مع ضباط سلاح الطيران، ومؤتمر حول الإدارة الجهادية.
ورافق ذلك إجراء مناورات عسكرية إضافية، وتعديلات في بعض المناصب القيادية.
وعلى الصعيد السياسي تم تكليف وزير الخارجية، جواد ظريف، بتكرار الحديث الناعم حول رغبة إيران في الحوار مع دول الجوار.
أما أذرع إيران في الخارج فستكون أمامها مهام أخرى. وقد دعا بيان مجلس خبراء القيادة الإيراني اتباع الولي الفقيه من البحرين واليمن إلى نيجيريا، للتصرف كامتداد للثورة الإسلامية؛ بما يعني إمكان تحريك الأتباع في مسيرات مماثلة، وربما الذهاب أبعد من ذلك.
وها هو قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، يعلن انتظام أكثر من 200 ألف في منظمات شيعية خارج إيران تتبع حرسه، ليضيف نائب القائد العام للجيش، أحمد رضا بوردستان، ثورتنا دينية ولن تبقى محصورة في إيران، وسيتم تصديرها إلى المنطقة.
ممارسات إرهابية
لن تكون مهمة أذرع إيران في حال تصاعد التوتر مع أميركا، جديدة أو مفاجئة. فقد اعتاد العالم على التخريب الإيراني في العراق ودول الخليج، وصولا إلى أميركا اللاتينية، ولم ينس أحد مسلسل خطف الأجانب لمصلحة إيران في لبنان، على امتداد عقد ثمانينات القرن الماضي.
واليوم أيضا بدأت بوادر ممارسات مماثلة؛ ففي جنوب لبنان، وللمرة الأولى منذ سنوات يتعرض عناصر حزب الله للقوات الدولية، وحدث ذلك قبل أيام، وأثار غضب الأمم المتحدة والجيش اللبناني؛ وعدّتها أوساط رسالةً إيرانية مفخخة للمجتمع الدولي. وفي العراق، تلقت السفارة الأميركية معلومات عن احتمال تعرض رعاياها إلى اعتداءات، فحذرتهم من ارتياد الفنادق ومحلات أخرى. وشدد المرشد الأعلى، علي خامنئي، الثلاثاء 7 فبراير، على أن تهديدات ترمب لا تخيف طهران، مضيفا أن واشنطن سترى قريبا مواقف الشعب الإيراني. قال خامنئي نشكر ترمب لأنه قلل من العبء الواقع علينا، وكشف النقاب عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة. كما التقى، الثلاثاء الماضي، حشدا من قادة وكوادر القوى الجوية في ذكرى بيعتهم للخميني عام 1979. وكان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، أعلن قبل أيام، أن بلاده ستستخدم صواريخها ضد أعدائها إن هم هددوا أمنها، وذلك على خلفية عودة التوتر مع الولايات المتحدة.