بيك شادي، هو اسم فرقة إيرانية تقدم مشاهد قصيرة للسخرية من نظام الملالي الإيراني، وتحظى بشعبية فائقة بين الإيرانيين داخل إيران وخارجها، ويتناقلون مقاطعها التي تنشرها قناة الحرية التي تشرف عليها المقاومة الإيرانية.
فنانو هذه الفرقة لا يعلنون أسماءهم، خوفا على أسرهم، إلا من هاجر كل أقربائه خارج إيران، وضمنوا عدم الانتقام الذي اعتاد النظام الإيراني فعله مع عائلات وأقرباء أي شخص يجد في نفسه الشجاعة ليقف ضد هذا النظام القمعي والوحشي، والذي ينشر الإرهاب في كل مكان مستخدما ثروات الشعب الإيراني الواقع تحت خط الفقر والألم والإذلال.
معنى كلمة بيك شادي بالفارسية جميل جدا، فمعناه بريد الفرح كأنما هي رسالة لهؤلاء المغلوبين على أمرهم ليضحكوا قليلا على من يبكيهم دائما.
في آخر فديوهاتهم، والذي سخروا فيه من عزاء مدعي الإصلاح الكبير رفسنجاني، الذي هرب من المحاكمة على قتله وإسهامه في المحاكمات التي طالت الشعب الإيراني في بداية الثورة، والتي ذهب ضحيتها آلاف الشباب والصحفيين والمثقفين الإيرانيين، فقدموا رسالة عنوانها: سلام الله على الولي الفقيه الذي دمرنا.
في المقطع الذي حظي بانتشار كبير، يذكّر الفنان بطريقة طريفة بما ذكره خامنئي في رسالته بمناسبة وفاة رفسنجاني، بوصفه الميت بأنه حجة الله، ولم يقل آية الله، وهذه محاولة من خامنئي لتقليل مكانة رفسنجاني، فحجة الله أقل درجة من آية الله، وذلك لخلافات بينهما لم ينسها مرجع الثورة الإيرانية حتى في أيام العزاء، وهذا يكشف ما تنطوي عليه نفوس عصابة الإجرام من حقد تجاه بعضهم بعضا.
ثم بعد ذلك، يتحدث الفنان بذم يشبه المدح عن جرائم الميت في حق الأمة الإيرانية، والتي سقطت في وحل الثورة الإسلامية لتقضي على كل آمالها في الحضارة والسلام، وهجّرت شباب إيران إلى كل مكان في العالم.
ثم يدعو خامنئي للموت واللحاق برفيق الإجرام بقوله: القبر والكفن جاهزان، دعنا نذهب وهاشمي في انتظارنا، دعنا نذهب، ثم يشير إلى المجرم قاسم سليماني ويدعوه أيضا للذهاب، فالكفن والقبر جاهزان.
استوقفتني تلك اللغة الحزينة في دعوة هذه العصابة للموت، لتحيا إيران ويحيا الشعب الإيراني، بل وتحيا الدول العربية التي أفسدتها هذه العصابة.
الشاب الإيراني الذي ترجم لي المقطع، وهو أيضا ترك إيران لكنها لم تتركه، فهو مشغول بها وبوعده أن يعودوا ذات يوم، قال لي: عندما يرحلون وتصبح إيران بلد حضارة وسلام من جديد، لن تعود الحياة فقط لإيران بل حتى للشرق كله.
نحن لا نعمل من أجل إيران فقط، بل العالم الإسلامي كله، قلت في نفسي عندها: إن لدى إيران ما هو قيم جدا ليس لها ولكن للعالم كله، لكنه ليست قنابل نووية، بل رسائل حضارة وسلام حجبتها الثورة الإسلامية المستعارة لزمن يبدو أنه اقتربت نهايته، فالقبر والكفن لها جاهزان، أعدهما الشباب الإيراني بقوة وحزم.