الصحة النفسية أو الصحة العقلية هي جزء رئيسي في صحة الإنسان، وهي ركيزة أساسية للمشاعر والعلاقات والتواصل، وكونك بصحة جيدة وسليما بدنيا فهذا لا يعني أنك محصن من تجارب الحياة التي تصعب السيطرة عليها أحيانا، فتبدأ الاضطرابات النفسية تؤثر على ملايين الأشخاص، إذا تركت من دون علاج، لذلك أطلقت منظمة الصحة العالمية مشروع إدخال العيادات النفسية بمراكز الرعاية الأولية، ونجح المشروع بالفعل، وأصبح ركنا رئيسيا في معظم مراكز الرعاية الصحية الأولية.
إن كنا سنعتبر المسميات الصحية مأزقا لوزارة الصحة، نعم فهي مأزق، فهذا ما حدث مع العيادة النفسية بالمراكز الأولية، قامت وزارة الصحة بتغيير المسمى من العيادة النفسية الأولية إلى العيادة الإرشادية الشاملة، من الضروري الآن تغيير نوعية الخدمات المقدمة في هذه العيادة ولا تكتفي بالعلاج، بل يجب أن تعمل من أجل التوعية أيضا.
الملفت في هذا الأمر أن معظم الأطباء والأخصائيين النفسيين اتفقوا على أن تغيير المسمى يعمق المشكلة أكثر في تجنب العيادات النفسية، واتفق تماما بأن تغيير المسمى لن يحل المشكلة، بل ربما يجذرها في بعض الأحيان وربما ينجح.
في السعودية أكثر من 100 ألف شخص يراجعون العيادات النفسية، وهناك أرقام أكبر، ولكن الحواجز الاجتماعية منعتهم من زيارة العيادة النفسية الأولية، أعتقد بأن الوعي بأهمية الصحة النفسية لم نعمل عليه بالشكل المطلوب، وتعزيز القدرات النفسية هي السبيل الأوحد لبناء مجتمع حيوي وإنشاء طرق علاجية ترفيهية أو تعبيرية، وغيرها من الطرق التطبيقية.