المؤسسة العملاقة كالمرأة .. ليس من اللائق الحديث عنها بسوء، أو انتقادها بعد الانفصال عنها.. المسؤول بعد خروجه من المؤسسة التي يرأسها، يفترض أن يلتزم الصمت ولا يوجه الانتقادات لها، وكان باستطاعته النهوض بها .. محافظ مؤسسة التأمينات العامة السابق سليمان الحميد رجل فاضل، ومسؤول مجتهد، نحمل له التقدير، والاحترام، خرج من المؤسسة، وتم تكريمه في حفل خاص حينها، وقال في ذلك الحفل حرفيا أحمل نفسي مسؤولية أي طموحات لم تتحقق بسبب تقصير مني! ومع ذلك لم يترك المؤسسة وشأنها! سبق لي أن كتبت هنا طالبا من الأخ الفاضل الحميد أن يترك المؤسسة وشأنها، فليس من اللائق فرض الوصاية على مؤسسة قد غادرتها.. دعها لشأنها.. دع غيرك يعمل ويأتي برؤيته وخططه.. حتى يحقق ما عجزت عن تحقيقه؛ بسبب تقصيرك حسب اعترافك الشخصي.. لكن يبدو أن الأستاذ القدير لديه شعور داخلي أن المؤسسة ملك خاص له، ربما لطول المدة التي قضاها على كرسي المؤسسة أورثته هذا الشعور .. بالمناسبة، الأخ القدير سليمان الحميد قضى أربعة عقود كاملة في المؤسسة.. أي ما يقرب من نصف قرن! قبل يومين عاد السيد القدير مرة أخرى، متدخلًا بشكل غريب في مؤسسة التأمينات قائلًا الصناديق التقاعدية بالمملكة تواجه عجزاً، وسيأتي الوقت الذي يصعب فيه سد العجز؛ إذ سيحتاج ذلك إلى مبالغ ضخمة جداً، ربما تسبب عبئاً ثقيلاً على الدولة! بل وذهب يتحدث عن تدني رواتب المتقاعدين، وهو الذي كان يملك وسائل الضغط لتعديلها يومًا ما، لكنه لم يفعل.. وليسمح لي الآن أن أقولها له بصراحة .. إن واجهت مؤسسة التأمينات الاجتماعية عجزا؛ فإدارتك السابقة هي من يتحمل المسؤولية أمامنا كمواطنين.. إذ واكبت إدارتكم موازنات تاريخية ضخمة، فما المحصلة النهائية التي جنتها المؤسسة من ذلك.. أهم استثماراتكم التي كنتم تباهون بها - وقلتها لي بنفسك - عبارة عن محفظة أسهم! واليوم تأتي لتحدثنا عن خطط لإنقاذ مستقبل المتقاعدين في السعودية .. لست محاميا عن مؤسسة التأمينات ولا أعرف أحدًا فيها، لكن تصريحاتك هذه غير مناسبة، وتسبب حرجًا للإدارة الحالية.. أخي سليمان.. لأننا نحترمك نقول لك: دع الناس تعمل.. ليس من المقبول أن تعيش زمنك وزمن غيرك.. اطمئن ونم قرير العين، فللمرحلة عقولها الشابة التي ستعالج تقصير إدارتك السابقة..