سيتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مهام منصبه مع وجود صراعات عالمية تمتد من سورية إلى أفغانستان. والسؤال الذي يجول في البال هو ماذا سيفعل ترمب لمعالجتها بعد دخوله البيت الأبيض؟ الحقيقة هي أن لا أحد يعرف ما سيقدم عليه ترمب.
ولكن، ما هو واضح الآن أن نيران سورية لا تزال مشتعلة ولا توجد مؤشرات على نهاية للحرب في وقت قريب. وتصريحات الرئيس أوباما السابقة بأن بشار الأسد يجب أن يرحل بدأت تتلاشى بعد تصريحات ترمب في الآونة الأخيرة بعدم الرغبة في إسقاط الطغاة. ولقد قامت روسيا بدعم النظام السوري والتزمت بتشكيل الحقائق على الأرض بأن الأسد باق في حين أن أوباما سيترك منصبه بعد حين، ويجوز أن يظل باقيا حتى بعد أن يترك ترمب منصبه أيضا. وهناك حديث عن انتقال السلطة السورية بعد انتهاء الحرب، ولكن تاريخ انتقالها لا يبدو وشيكا.
والسؤال الأكثر إلحاحا هو ما إذا كان ترمب سيبقى على سياسة أوباما الحالية أم سيقرر أن يفعل شيئا أكثر من ذلك. هل سيستمر في ترك القوات الأميركية التي لا تزال تعمل مع القوات العراقية لتحقيق الهدف العسكري المعلن بإسقاط داعش. والآن تقف القوات الأميركية جنبا إلى جنب مع الميليشيات الكردية السورية، ويرى قادة العمليات الخاصة الأميركية أن القوة القتالية تعمل بفاعلية وكفاءة.
من جانبهم، يقول قادة قوات العمليات الخاصة التي تركز على المنطقة إنهم لا يعرفون ما يمكن توقعه بالضبط. وهم الآن يخططون للمضي قدما في حملة الرقة مع القوات الأخرى التي تعمل معهم، بما في ذلك الأكراد السوريون. ولكن لا أحد من الذين تحدثت إليهم استطاع أن يقول على وجه اليقين ما سيأتي من سياسة في وقت لاحق هذا العام. ولا أحد يتوقع أن حملة الرقة ستكون سريعة أو سهلة.
في هذه الأثناء، فإن الصراع في أفغانستان لم يتوقف ويبدو أنه بعيد عن نهايته. وفي هذا الأسبوع أشار الرئيس أوباما إلى أن أفغانستان لا تزال نشطة، وبالنسبة للأفغان، هذا تصريح مكبوح تماما. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أيضا، عندما خرج الأفغان إلى الشوارع احتجاجا على تصرفات داعش، أشار مسؤول مكافحة الإرهاب الأفغاني إلى أن المجموعة الإرهابية هي موجودة الآن في ما لا يقل عن 11 ولاية (من 34 ولاية في أفغانستان)، وهدفها الرئيسي هو خلق الانقسامات الطائفية بين السكان المحليين.
وقريبا سيقرر ترمب إلى أي مدى يمكن إبقاء القوات الأميركية في أفغانستان. أما قراراته بشأن سورية، فإن عددا قليلا يعرف ما سيتخذه حيالها في نهاية المطاف، نظرا لأنه قد تحدث ضد التدخلات العسكرية الأميركية الممتدة في سورية وبناء الدولة، من ناحية، وتعهد في ذات الوقت بهزيمة داعش، من ناحية أخرى.