ظاهرة استجداء العلاج لبعض الأشخاص دون غيرهم ليست جديدة، وليست على أي حال محصورة في بلادنا. هذه الظاهرة موجودة في بعض دول الخليج ومصر.
قبل فترة، نادى البعض بعلاج أحد الأدباء، ونزلت عدة تغريدات تناشد كبار المسؤولين لعلاجه، وقبل أيام قرأت في إحدى الصحف مناشدة من عائلة ناقد أكاديمي معروف، يرقد في المستشفى منذ أشهر.
أنا لا أعترض هنا، بالعكس؛ أتمنى لو حصل كل مواطن ومواطنة على علاجه في الداخل والخارج دون استجداء وتغريدات ومناشدات. ليس أشد ألما على الإنسان من استجداء حق من حقوقه.
لكن أن نضع ملفّا خاصا لشريحة دون أخرى، بحيث يجوز لها الحصول على حقوق خاصة، فهذا يتنافى مع أبسط حقوق العدالة الاجتماعية. الناس سواء وسواسية في الحقوق والواجبات.
سأتجاوز ما يثيره البعض من عدم الرضا بهذه الطريقة التي تُمكّن المشاهير والمؤثرين من الحصول على خدمة علاجية مميزة، بينما جندي يحمي الوطن وحدوده، لا يجد من يسانده حينما يمرض بعد تقاعده، وهو الذي يحمل على كتفيه سجلا حافلا من البطولات والتضحيات في حماية بلاده. قلت سأتجاوزها، لأنني لا أميل إلى طرح السؤال: أيهما خدم الوطن أكثر؟. المقارنه قد تبدو في غير محلها، وليس ثمة داعٍ لعقد هذه المقارنات.
لكن، طالما أن هناك مظلة تجمع الأدباء والمثقفين تسمى نادي أدبي، فالمفترض أن تضطلع بمسؤوليتها تجاه منسوبيها. سواء بعلاجهم أو التوسط لدى الشخصيات والأثرياء والموسرين للإسهام في علاجهم بشكل خاص، وبصورة تحفظ لهم كرامتهم، بدلا من نشر معاناتهم وصورهم في مواقع التواصل والصحف.
لا أدافع عن الصحف، لكنها لو فتحت الباب للمحتاجين والمرضى، فلن يُغلق الباب بسهولة، وليس من العدل أن تفتح الباب لفئة دون غيرها. هناك حلول أفضل، والأندية الأدبية تستطيع أن تفعل شيئا لو أرادت، وهي التي تمتلك أرصدة ضخمة لا أحد يسألها كيف وأين تصرفها.
بتكاليف فعالية بائسة لا يحضرها أحد تستطيع أن تعالج أديبا. هذا لو أردت!