طالت انتهاكات الميليشيات الحوثية مدارس البنات في اليمن، حيث عمدت العناصر المسلحة إلى استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للنساء، والاستعانة بعناصر نسائية موالية للحركة المتمردة، لنشر الأفكار المتطرفة ومحاولة إقناع الفتيات بالتجنيد وحمل السلاح، وذلك بعد أن استنفدت كافة الحلول الممكنة لتجنيد الصبية والزج بهم عنوة في جبهات القتال. ولاقت التحركات الحوثية غضبا واسعا وسط المجتمع اليمني، حيث لم يحدث أن تم الزج بالنساء في ميادين القتال، وإرغامهن على حمل السلاح، فضلا عن الإهانات بحقهن وإجبارهن على تقديم الطعام للجنود في الشوارع والجبال الشاهقة.
وقالت الناشطة الاجتماعية والإعلامية اليمنية وفاء الوليد في تصريح إلى الوطن، إن الميليشيات استغلت بساطة النساء والفقر المدقع في صفوفهن، فبادرت إلى تجنيدهن وإرغامهن على تقديم العروض العسكرية والصرخة الخاصة بالحركة الانقلابية، وهو جزء من التضخيم الإعلامي، من أجل إقناع العالم العربي والغربي بشرعية الانقلاب، مشيرة إلى أن عددا من النساء والفتيات لقين حتفهن في جبهات القتال، نتيجة تلاعب الحوثي بهن، وأضافت أن النساء اللاتي تم تجنيدهن يرجعن إلى عامة الشعب، فيما تم منع اللاتي يرجعن إلى ما تسمى بـالأسر الهاشمية من الالتحاق بجبهات القتال.
صمت العالم
أضافت الناشطة وفاء مجرد التفكير في ترك الالتحاق بصفوف الحركة الحوثية، يعتبر مهددا لحياة الكثيرات من النساء، باعتبار أن فقدان العنصر البشري في الحركة يعتبر قاصما لظهرها ومهددا لكل خططها العسكرية، بدليل استنجاد المتمردين لعدة مرات بالفتيان في المدارس، وكذلك النساء المواليات لها، وحتى كبار السن، لافتة إلى أن القتل والتعذيب مصير النساء اللاتي تركن الحركة واقتنعن بعدم مشروعية مخططاتها. واستنكرت الوليد صمت وتخاذل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والنسوية التي تدعي الدفاع عن النساء المظلومات في العالم، مشيرة إلى أن التعذيب والقتل والاغتصاب الذي يطال نساء اليمن موثق وله دلائل واضحة، ومع ذلك لم يحرك المجتمع الدولي أمامه ساكنا.
سابقة تاريخية
أوضحت مسؤولة الإعلام للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، بشرى العامري، أن نقص المقاتلين لدى الانقلابيين بسبب التراجع عن الالتحاق، أو الهروب والقتل في ميادين القتال، أو رفض القبائل السماح لأبنائها بالقتال مع الحركة، أصبح هاجسا يلاحق قادة الحركة المتمردة، الذين لجؤوا إلى وسائل متعددة من أجل تعويض الخسائر في الجبهات، ومنها الاستعانة بالعنصر النسائي، مؤكدة أن هذه الخطوة كسرت كل حواجز الأعراف والقيم التي تعارف عليها المجتمع اليمني بحق النساء، في وقت لم يسبق لليمنيين على امتداد تاريخهم، أن سمحوا للمرأة بالمشاركة في ميادين الحروب والاقتتال.
ترتيب متأخر
قالت الناشطة الحقوقية، ذكرى الواجدي، إن اليمن احتل المركز الأخير في قائمة أوضاع النساء حول العالم، حسب تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي حول أوضاع النساء في 142 دولة حول العالم، ويتعلق بالناحية الاقتصادية، والأكاديمية، والسياسية، والرعاية الطبية، كما نسب إلى المرأة اليمنية لقب أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها، وأن اليمن من الدول التي فشلت في توفير فرص تعليم مناسبة للنساء بدءا من المدرسة الابتدائية. وأشارت الواجدي إلى أنه مع تردي الأوضاع الاجتماعية في اليمن بسبب إرهاب الميليشيات وتسببها في الفوضى السياسية، باتت المرأة والطفل في طليعة الفئات التي تدفع تكاليف هذه الحرب الدموية، في وقت استغلت فيه الميليشيات المتمردة ضعف النساء والأطفال من أجل التلاعب بهم ودفعهم لجبهات القتال.