قبل أربع سنوات رُصد بميزانية الدولة أكثر من ملياري ريال لتركيب محطة ثالثة للتحلية بــالشقيق، واستبشر مواطنو المنطقتين خيرا، لأن المحطة الأولى منتهية العمر الافتراضي، والثانية على وشك الوصول إلى مرحلة الأولى.. كانت المحطة الجديدة صمام الأمان لنقص كميات المياه المحلاة المطلوبة.
بيد أن وزير المياه آنذاك - سامحه الله - أصر على تفكيك المبلغ المعتمد للمحطة وتوزيعه على جهات أخرى بالوزارة، رغم المطالبات المتكررة من الأهالي، ومن إمارتي عسير وجازان، بحجة أن مياه السدود تكفي دون النظر في الجفاف المفاجئ، وانعدام وسائل تكرير مياه السدود وإيصالها إلى المدن والقرى هي غير عملية حتى لو نُفذّت.
المشكلة أن شبكات مياه تحلية الشقيق امتدت بالنسبة لمنطقة عسير إلى ظهران الجنوب وسبت العلاية لأكثر من 400 كلم، بزيادة سكانية تقارب المليونين.. ناهيك عن أن محطتي الشقيق تغذيان منطقة جازان في الوقت ذاته.
أخشى في حال عدم تأمين محطة ثالثة جديدة تُغطي العجز المتوقع بالمحطتين القديمتين أن تقع الفأس بالرأس، ويواجه أهل عسير وجازان أزمة مائية وعطشا كارثيا، بالإمكان تلافيهما إذا بادرت الجهة المسؤولة بالعمل من الآن لمعالجة المشكلة قبل وقوعها.