لم تكن مفاجئة نتائج التقييم الشهري الذي أجرته وزارة الصحة على مراكز الرعاية الصحية الأولية، والتي أظهرت ضعف أداء نحو 500 مركز صحي من مجموع 2500 مركز صحي في مختلف مناطق المملكة.
بل لو كان تقييم الأداء يتم خلال المراجع مباشرة، فأعتقد تجاوز المراكز الصحية ذات الأداء الضعيف نسبة الـ20% من إجمالي المراكز، لدرجة يصبح معه حساب المراكز الصحية ذات الأداء الجيد أسهل بكثير من ضعيفة المستوى!
تعاني مراكز الرعاية الصحية الأولية بشكل عام، تهميشا كبيرا، ونقصا واضحا، سواء في الكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة، أو الأجهزة الطبية اللازمة للتشخيص والعلاج، لدرجة أني أعتقد في بعض الأحيان نسيان وزارة الصحة مسؤوليتها عن تلك المراكز!
أيضا، قد يجتمع مع التهميش، خلل في إدارات تلك المراكز الصحية، وأذكر أن المتحدث الرسمي بوزارة الصحة أكد الشهر الماضي استبعاد ما يقارب 80% من مديري المراكز الصحية على مستوى المملكة، ممن لم يجتازوا أو تغيبوا عن اختبار الوزارة الذي أجرته منتصف أغسطس الماضي.
المشكلة، أن أثر القصور في أداء المراكز الصحية لا يتوقف عندها، بل يمتد إلى كامل المنظومة الصحية في البلاد، من خلال زيادة الضغط على المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة، نتيجة إحالة معظم المرضى إليها من المراكز الصحية، والتي تحول إمكاناتها دون تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم.
وبذلك يمكن وصف مراكز الرعاية الصحية الأولية حاليا، بأنها أشبه ما تكون بـخدمة استقبال للمستشفيات!
والقصور في مراكز الرعاية الصحية يشمل كذلك الجانب الوقائي كالتطعيمات، إذ لا تتوافر في جميع المراكز، وإن وجدت فيتم تحديد أيام معينة من كل أسبوع للتطعيم!
إن أرادت وزارة الصحة النهوض بالخدمات الصحية، فعليها أن تبدأ من إعادة هيكلة مراكزها الصحية، حتى يتحقق المفهوم الصحيح للرعاية الصحية الأولية، ويعيد إليها الاعتبار كخط دفاع أول لصحة الإنسان.