كان الكبار يتحرجون من نشر مذكراتهم، أياً كان كبره في الفكر أو العلم أو الفن أو الشعر أو السياسة أو الرياضة.. ورغم أن بعضهم استجاب للرغبات إلا أنه اشترط النشر بعد الوفاة، وبعضهم كتب ونشر ما يراه يهم الناس وتجنب الأمور الشخصية، والبعض لجأ إلى حيلة الأسماء المستعارة ونشر ما يراه مهما في روايات أدبية.
ومع رفض كثير من الكبار الكتابة عن حياتهم اضطر محبوهم إلى الكتابة بالنيابة عنهم، وسردوا مذكراتهم وأحداث حياتهم باعتبارهم عايشوهم أو نقلوا عمن عايشهم، وبالتأكيد لا يأتي إصرار المحبين إلا من رغبة في نشر تفاصيل حياةٍ مهمة تنفع الناس وتكشف معلومات عن قضايا ربما لم تكشف من قبل، وبعضهم يرى أن النشر عنهم مهم ليكونوا قدوةً للأجيال كل حسب اهتمامه ورغباته.
قرأت في مجلة لها أن الفنان حسن يوسف وافق على عرض إحدى دور النشر لكتابة مذكراته تحت عنوان نصف قرن في سماء الفن، وبغض النظر عن حياة حسن يوسف وهل تهم الناس أم لا؟ إلا أنها مليئة بالكثير من الأحداث والتناقضات فمن دور الشعراوي إلى دور الشريك في زوجة ضمن خمسة أزواج.
كان المشترك في المذكرات ـ وكان تدل على الماضي ـ وجود الخبرة والتجربة والإنتاج التي لا تأتي في عام ولا عامين.. اليوم أصبح من لم يتجاوز عمره 20 عاماً، يكتب مذكراته وينشرها، وبعضهم يصورها تلفزيونياً ويبثها على الملأ كما تفعل هي وهو بدعم من شركات الإنتاج التي تظهر لهم التشجيع والرعاية بينما هي تتكسب على ظهرهم الأموال.
ماذا يستفيد المشاهد من حياة مغنية المستقبل أسيل وزوجها مذيع المستقبل خالد؟ وما الذي سيعرفه من البرنامج سوى لون وشكل سيارة المذيعة لجين العمران؟
قديماً كانت الشهرة صعبة.. اليوم أصبحت أسهل من شرب الماء؛ إذا كانت عروقك في الماء.