عندما اجتاحت إسرائيل لبنان اعتقلت وقتلت وشردت مئات اللبنانيين والفلسطينيين، وعندما هجم حزب الله على سورية قام باعتقال وقتل وتشريد وأسر مئات السوريين

عندما ننظر إلى سورية تحديداً نجد أن ما يحدث فيها من قتل وتشريد وحصار وتجويع لشعبها، يحدث فقط لأن الشعب السوري أراد التغيير والعيش بكرامة بعيداً عن سلطة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ومؤخراً العيش بعيداً عن سلطة ميليشيات استوردها النظام لتستر عورته المفضوحة طائفياً وأمنياً.
وصف الكثير من الناس حزب الله بأنه مقاومة ولكنهم لم يلحظوا يوماً كيف أنه كان أداة إسرائيلية أبعدت الفلسطيني عن حدود إسرائيل في لبنان، وسجلت مصطلح المقاومة باسم حزب الله نفسه، ليتحول هذا الحزب إلى حارس لحدود الدولة العبرية، وبعدها قام بتوجيه سلاحه إلى الداخل اللبناني والانتشار في سورية، قاتلاً شعبها على صيحات لبيك يا زينب ولن تسبى زينب مرتين، وغيرها من الشعارات الطائفية المحترقة منذ 1400 سنة، والمفرغة من أساساتها والمفبركة لاستخدامها في مشاريع توسعية إرهابية تقسيمية خدمة لإيران ووليها الفقيه.
عندما اجتاحت إسرائيل لبنان اعتقلت وقتلت وشردت وحاكمت وأسرت مئات اللبنانيين والفلسطينيين، وعندما هجم حزب الله على سورية قام باعتقال وقتل وتشريد وأسر مئات السوريين. وعندما أسست إسرائيل دولتها على الأرض الفلسطينية أخرجت شعبها من أرضه واستبدلته بمستوطنين قادمين من كل الدول، وهذا ما يفعله حزب الله المشارك مع إيران بتهجير العرب السنة من سورية واستبدالهم بشيعة من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان.
إسرائيل تحاصر المدن الفلسطينية ولا تسمح بدخول وخروج أي مواطن دون المرور على المعابر التي يُهان عندها الفلسطينيون ويُتركون لساعات دون طعام أو شراب، وهذا أيضا ما يفعله حزب الله على الحواجز المحيطة بالزبداني وحلب ومضايا وغيرها من المدن والبلدات السورية.
إسرائيل قتلت ونكلت بالعرب من أجل مشروعها الديني والاستعماري التوسعي، وكذلك يفعل حزب الله في سورية محققاً لإيران حلمها بهلال شيعي يبدأ في طهران وينتهي في بيروت، ما جعل قادة الحرس الثوري الإيراني يعلنون صراحة عن سيطرتهم على عدة عواصم عربية، وهنا تفوقوا على إسرائيل نفسها بالمخطط والمشروع الإرهابي الذي يقوده ذلك القابع في قم، الولي الفقيه الذي يتاجر بالشيعة العرب وطائفتهم خدمة لمشروعه الخبيث في المنطقة.
لم تنته المقارنة بين إسرائيل وحزب الله، فهل تذكرون عمليات تبادل الأسرى بين الفصائل وإسرائيل؟ كانوا يبادلون 300 أسير بجثة جندي إسرائيلي أو رفاة جندي قُتِل في إحدى المعارك، أما اليوم فيقوم حزب الله بالتعاون مع إيران والنظام السوري بمبادلة 70 ألف مسلم من حلب بما لا يزيد عن 3000 شيعي من أنصار إيران في إحدى بلدات ريف إدلب. فبالله عليكم هل يجد أي متابع للأحداث في منطقتنا العربية فرقاً بين إسرائيل وحزب الله؟!
لقد قام أرييل شارون بدخول بيروت والمشي في شوارعها معلناً سيطرته عليها، وها هو قاسم سليماني يدخل كل مدينة عربية تسقط بيد إيران معلناً أنها تابعة اليوم لمشروع إيران التوسعي! بوقاحة واستفزاز لم نعتد عليهما ونتوقعهما ممن كنا نظنهم في يوم من الأيام أصدقاء وجيران.
أكاد أجزم أن حزب الله نفسه تفوق على إسرائيل نفسها بالإرهاب والقتل والاحتلال، فما تسبب به مشروع إيران في المنطقة من قتل وتشريد وتهجير وتجويع منذ 2011 فاق ما فعلته إسرائيل منذ 1948 وحتى اليوم!
وإذا كانت إسرائيل تقتل وتهجر لأسباب دينية وسياسية فإن حزب الله لا يختلف عنها في شيء. فحربه في سورية دينية طائفية حاقدة، وكل تسريبات عناصره تظهر كمية الحقد والتطرف والإرهاب في كلامهم وتصرفاتهم، فهم في سورية كي لا تسبى زينب مرتين، ويقتلون الأبرياء على صيحات لبيك يا حسين ويا أبا الفضل العباس، وكل مخططاتهم وأهدافهم هي الوصول إلى كل دولة عربية لتثبيت مشاريع إيران فيها، والوصول إلى مكة المكرمة لرفع راية الحسين فوقها، كما يطمح بعض أنصار إيران كحزب الله.
فاتقوا شر من أحسنتم إليه أيها العرب، ومن وقفتم يوماً مساندين لمقاومته وإعادة إعمار بلداته ومدارسه وجوامعه، وفتحتم له خليجكم ليعمل فيه، وفتح له الشعب السوري يوماً منازله ومدارسه لاستقبال من نزحوا هرباً من إجرام إسرائيلي في 2006.. اتقوا شر من أحسنتم إليهم فانقلبوا عليكم، ولا تسمحوا لهم بالتمدد أكثر، فبعد سورية هم يسعون وراء اليمن والبحرين والكويت وإتمام السيطرة على العراق لحصار السعودية بشكل كامل: فهل ستتركونهم أم أنكم للمواجهة مستعدون؟