فيصل العنزي

على مدى حلقتين من برنامج بالمختصر استمعنا إلى الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وهو يؤكد بصراحة نادرة على تغلغل واختراق تنظيم الإخوان لجهاز الهيئة، للدرجة التي وصلوا معها إلى حد الابتزاز لرأس الجهاز، وتهديده وتخويفه بالاغتيال، من خلال إطلاق النار على مكتبه أو المحاولات المتعددة لدهسه وهو في طريقه إلى المسجد لعبادة ربه.
إن هذه التجربة الثرية لمعاليه ينبغي ألا تمر على المشاهدين والقارئين وحتى الباحثين المتخصصين، سواء في مجال الأمن الفكري أو حتى المجال الإداري، مرور الكرام، فحين رأينا شجاعا يقف في وجه الفساد الإداري بقوة ويفضح التنظيمات المتغلغلة فيه رأينا كيف كانت ردّة تلك التنظيمات عنيفة، وكيف يتم تجييش أقلام وحسابات أتباعهم لمحاولة إسقاطه، فهل يمكن أن تفسِّر لنا هذه الأسرار المهمة والخطيرة التي كشفها في لقائه كيف يعمل ويفكر الإخوان داخل المؤسسات الحكومية؟ هل فعلا قاموا بابتزاز غيره فأسكتوه عن قول الحق أو فعل الأصلح لدينه ووطنه؟ وهل يمكن أن تفتح هذه الأسرار العين على ما يمكن أن يحدث من فساد مالي وإداري لخدمة أغراض شخصية أو حزبية؟
إننا على ثقة تامة بأن الدولة، وفقها الله، عقدت العزم على تطهير أجهزة الدولة من كل أنواع الفساد المالي والإداري الذي كان سابقا يستغل بعض الثغرات النظامية لتحقيق مآرب لا تمت بصلة لأهداف الجهاز الذي يحدث به الفساد، ولعل تلك المقابلة النادرة فتحت الأعين على أساليب وطرق جديدة من فساد النفوذ والسيطرة الحزبية لا يمكن لأي خطة إصلاح إداري قادمة إغفالها، فما حدث في الهيئة يمكن أنه حدث ويحدث في أي جهاز آخر.
ولعل البعض كان يعلم ويدرك أمثال هذه الحقائق التي سمعناها، ولكن فيما يبدو أن الخوف من سطوة التنظيم التي تشبه في تسلطها وتخويفها ما نقرؤه عن سطوة وتخويف الماسونية هي التي كانت تلزم الجميع الصمت حتى جاء من يعلق الجرس بلقاء فريد كشف الأوراق على الملأ.
لم يكتفِ آل الشيخ باختراق جدار الصمت، بل حذر كل مواطن من مغبة الانسياق خلف هذه التنظيمات والخطر الذي يمكن أن يصل إليه مجتمعنا ووطننا إذا استمر الصمت عنها طويلا.