أكدت مصادر من المعارضة السورية أمس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في كامل المدن السورية. وأوضح المستشار القانوني للجيش الحر، عضو وفد التفاوض أسامة أبو زيد، أن فريق المفاوضات قد عاد إلى قاعة التفاوض بعد إزالة الاستثناءات التي وردت في الاتفاق، لافتا إلى أن الاتفاقية تشمل جميع المناطق ولا تستثني جبهة فتح الشام.
من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن توقيع اتفاق هدنة بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، فيما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الاتصالات ما زالت تجري مع الجانب التركي، لضمان سريان الاتفاق، مشيرا إلى أن الهدنة تسري بداية من منتصف ليل أمس، وأن التشكيلات المعارضة التي وقعت على الاتفاق مع دمشق تضم أكثر من 60 ألف مسلح، من بينهم 7 مجموعات تعتبر القوى الرئيسية للمعارضة المسلحة السورية.
وتعهد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بأن أنقرة وموسكو ستضمنان اتفاق وقف إطلاق النار الشامل، في حين أعلنت قوات النظام التزامها بوقف إطلاق النار على كامل التراب السوري.
خلافات حادة
يأتي ذلك، بعد جولة مفاوضات صعبة خيمت على أجواء الأطراف المعنية، وانسحاب وفد المعارضة السورية من المفاوضات، بسبب تعنت الروس مجددا واشتراطهم عدم شمول وقف إطلاق النار في منطقة الغوطة إلى جانب جبهة فتح الشام، في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية التركي مولود أوغلو أن بلاده لا يمكنها أن تجري محادثات مع بشار الأسد مباشرة، وأنها تأمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل مع نهاية العام الجاري، بعد مغادرة جميع الميليشيات الأجنبية المقاتلة في صفوف النظام إلى خارج البلاد.
وبحسب مصادر من المعارضة، فقد كانت هنالك خلافات متعاظمة بين الجانب الروسي وعدد من فصائل المعارضة المسلحة، بسبب رفض موسكو استثناء الغوطة الشرقية من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما غابت الهيئة العليا للمفاوضات وعدد من الفصائل الثورية في الشمال السوري من ضمنها الجبهة الجنوبية التي تعتبر المظلة الجامعة لكل فصائل الجيش الحر في جنوب البلاد.
ومن المتوقع بعد وقف إطلاق النار، أن تتم جولة مفاوضات جديدة في أستانة عاصمة كازاخستان، بينما يساعد وقف إطلاق النار في إدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق، على أن يتم إطلاق مفاوضات للوصول إلى حل سياسي خلال شهر من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
لا عمليات مشتركة
نفى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أمس، وجود أي عملية مشتركة بين تركيا وروسيا ضد تنظيم داعش في مدينة الباب السورية.
وأوضح أوغلو أن الولايات المتحدة لا تقدم دعما جويا للعملية المدعومة من تركيا في سورية، بسبب ضغوطات تمارسها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، في الوقت الذي دعت فيه تركيا الأسبوع الماضي أعضاء التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد داعش، إلى تقديم دعم جوي للقوات المدعومة من بلاده، وتحاصر مدينة الباب الحدودية التي ما زالت تخضع لسيطرة التنظيم المتشدد.
ويرى محللون أن أنقرة عازمة على منع أي وصول لوحدات الشعب الكردي من ربط مناطق تسيطر عليها على طول الحدود التركية، خشية استخدامها كورقة ضغط لقيام منطقة فدرالية خاصة بهم.
اتفاق وقف إطلاق النار
- يشمل جميع المدن السورية
- لا يستثني أي فصيل من المعارضة
- توقيع 60 ألف مسلح على الاتفاق
- التزام 7 فصائل كبرى من المعارضة المسلحة
- تمهيد المفاوضات السياسية في أستانة الكازاخية